الثلاثاء، 5 مايو 2015

سرطان الانف




الجُيوبُ الأنفية، أو الجُيوب المجاورة للأنف، هي تجاويف صغيرة تقع حول الأنف، محاطةٌ بخلايا تقوم بصنع المُخاط الذي يحافظ على الأنف من الجفاف. والتجويف الأنفي هو الممر الواقع خلف
الأنف مباشرة. يجري الهواء عبر هذا التجويف في طريقه إلى الحلق عند التنفس. إنَّ سرطانَ التجويف الأنفي والجُيوب الأنفية حالةٌ نادرة. ويكون المرء معرَّضاً لخطر أكبر من حيث الإصابةُ بهذا السرطان إذا كان: • ذكراً يتجاوز الأربعين من العمر. • معرَّضاً لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل. • مصاباً بفيروس الورم الحُليمي البشري. • مدخِّناً. قد لا تظهر أيُّ أعراض في البداية. وفي مرحلة لاحقة، يمكن أن تظهر أعراضٌ تشبه أعراض العدوى. ويقوم الأطباء بتشخيص سرطان الأنف عن طريق الفحوص التصويرية، وكذلك عن طريق أداة مُضاءة تشبه الأنبوب (منظار) يستطيع الطبيبُ بواسطتها النظرَ في داخل الأنف والجُيوب الأنفية. وتشتمل سُبُل المعالجة على الجراحة والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية. 
مقدمة
يبدأ سرطانُ الأنف في خلايا التجويف الأنفي أو الجُيوب الأنفية. والجُيوبُ الأنفية هي فراغات صغيرة موجودة حول الأنف. إن سرطان التجويف الأنفي والجُيوب الأنفية حالة نادرة. لكنَّ التدخينَ والتعرُّض لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل، بالإضافة إلى الإصابة بفيروس الوَرَم الحُليمي البشري ، تعدُّ كلها من العوامل التي يمكن أن تزيدَ خطرَ الإصابة بهذا السرطان. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على التوصُّل إلى فهم أفضل لما هو سرطان الأنف، ولسُبل المعالجة المتوفِّرة. وهو لا يناقش سرطان الجلد الذي يمكن أن يصيب جلد الأنف. 
التجويف الأنفي والجُيوب الأنفية
ينفتح الأنفُ على التجويف الأنفي، وهو ينقسم إلى ممرين أنفيين. ويمر الهواء عبر هذين الممرين خلال عملية التنفس. الجُيوبُ هي فراغات مليئة بالهواء موجودة في الرأس. هناك أربعة أزواج من الجُيوب في الجمجمة. وهذه الجُيوب هي:
جُيوب الفك العلوي.
الجُيوب الغربالية.
الجُيوب الجبهية.
الجُيوب الوتدية.
تقع الجُيوبُ الأنفية حول الأنف. ويُطلق عليها أيضاً اسم "الجُيوب المجاورة للأنف". تساهم الجُيوبُ في حركة الهواء، وترطيب الأنف وتنظيفه من البكتيريا والغبار. وتكون هذه الجُيوبُ محاطةً بخلايا خاصة تُدعى باسم الخلايا المُخاطية. تقوم هذه الخلايا بإفراز المُخاط. يساعد المُخاطُ على التقاط الشوائب من الهواء الذي نتنفسه. وبعد ذلك، يجري طرحُ هذه الشوائب إلى خارج الجسم بواسطة الأهداب التي تشبه الشعر. كما يقي َ المُخاطَ الأنف من الجفاف أيضاً. تتصل الجُيوبُ كلُّها بالتجويف الأنفي عن طريق فتحات صغيرة تشبه الأنابيب. 
سرطان الأنف
يتكوَّن الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم، وتموت بطريقة مضبوطة. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا الانقسام والنمو بطريقة غير مضبوطة. وهذا ما يؤدِّي إلى ظهور نمو شاذ يدعى "ورماً". إذا لم يغزو الورمُ النسج المجاورة والأجزاء الأخرى من الجسم، فإنه يدعى ورماً حميداً. والورمُ الحميد هو ورم غير سرطاني. لا تكون الأورامُ الحميدة خطرة على الحياة عادة. إذا قام الورمُ بغزو النسج المجاورة وبقية أنحاء الجسم، فإنه يدعى باسم ورم خبيث أو سرطان. تنتشر خلايا السرطان إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللمفاوية. اللمفُ هو سائل رائق ينتجه الجسم يقوم بنزح الفضلات من الخلايا. ويتحرَّك اللمف عبر أوعية خاصة وأجسام تشبه حبات الفاصولياء تُدعى باسم العُقد اللمفاوية. يُعرف السرطانُ الذي ينتقل من النسيج المصاب إلى بقية أجزاء الجسم باسم "السرطان النَّقيلي". على سبيل المثال، فإنَّ الورمَ الأنفي يمكن أن ينمو عبر الطبقة الخارجية للتجويف الأنفي، أو عبر الجُيوب الأنفية، و يصلَ إلى النسج المجاورة مع مرور الزمن. تُعطى السرطاناتُ التي تصيب الجسم أسماء مختلفة، وذلك اعتماداً على المكان الذي يبدأ فيه السرطان. ويدعى السرطان الذي يبدأ في التجويف الأنفي أو الجُيوب الأنفية باسم "سرطان الأنف" دائماً، وذلك حتى إذا انتقل إلى أماكن أخرى من الجسم. هناك أنواع كثيرة مختلفة من سرطان الأنف. يركِّز هذا البرنامجُ على النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الأنف وهو "سَرطانة الخلايا الحَرشَفية". يتشكَّل هذا النوعُ من السرطان في البِطانة الرقيقة من الخلايا الموجودة داخل الجُيوب الأنفية والتجويف الأنفي. 
عوامل الخطورة
يكون من المستحيل عادة تحديد السبب الدقيق للسرطان عند مريض بعينه. لكنَّنا نعرف ما الذي يسبب السرطان بشكل عام. كما يعرف مقدمو الرعاية الصحية أيضاً العواملَ التي يمكن أن تزيدَ من خطر السرطان. تُدعى هذه العواملُ باسم عوامل الخطورة. إن التعرُّضَ لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل، أو التعرُّض للغبار، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأنف. وتتضمن العمل في الأماكن التالية:
المطاحن أو المخابز.
مناشر الخشب.
صناعة الأثاث.
طلاء المعادن.
الأعمال الخشبية أو النجارة.
هناك عوامل خطورة أخرى تتعلَّق بسرطان الأنف. ومن بينها:
أن يكون المرء ذكراً.
أن يكون المرء قد تجاوز الأربعين من العمر.
أن يكون المرء مصاباً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
أن يكون المرء مدخِّناً.
لا يُصاب بالسرطان كلُّ شخص تتوفر لديه عوامل الخطورة. وهناك أشخاص لا تكون لديهم عوامل خطورة متعلِّقة بالسرطان، لكنهم يُصابون بالسرطان. 
الأعراض
من الممكن ألاَّ يسبِّبَ سرطان الأنف أي أعراض في البداية. وغالباً ما تبدأ الأعراض بعد أن ينمو السرطان. تشتمل الأعراضُ الشائعة لسرطان الأنف على ما يلي:
إصابة مزمنة للجُيوب بالعدوى التي لا تستجيب للمعالجة بالمضادات الحيوية.
تخلخل الأسنان أو تخلخل التركيبات السنِّية.
نزف أنفي.
انسداد الجُيوب وعدم انفتاحها.
هناك أعراض أخرى شائعة لسرطان الأنف، وهي:
مشكلات عينية، كتورُّم العين أو ازدواجية الرؤية.
الصداع المتكرِّر.
خَدَر أو تنميل في الوجه.
ألم في الأسنان العليا.
ألم أو ضغط في الأذن.
من الممكن أن يسبِّبَ سرطانُ الأنف أيضاً ظهور كُتلة أو تقرح لا يُشفى في داخل الأنف. وفي بعض الحالات، من الممكن أن تظهر تلك الكتلة على الوجه أو في سقف الفم. قد لا تكون هذه الأعراض ناتجة عن سرطان الأنف. يجب الحرص على استشارة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة سبب هذه الأعراض. 
التشخيص
يطرح مقدم الرعاية الصحية أسئلة عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي للمريض. كما يُجري الطبيب فحصاً جسدياً للمريض. ينظر مقدم الرعاية الصحية إلى الأنف والوجه والرقبة. كما يستخدم مرآة صغيرة ذات مقبض طويل من أجل تفحُّص المناطق الشاذة. كما يتحرَّى الطبيب أيضاً وجهَ المريض ورقبته بحثاً عن أي كُتل أو عُقد لمفاوية متورمة. من الممكن إجراء فحوص تصويرية للرأس والرقبة من أجل العثور على الأورام. وقد تشتمل هذه الفحوصُ على التصوير بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. من الممكن أن يجري مقدم الرعاية الصحية تنظيراً للأنف حتى يرى الأنف من الداخل، وذلك بحثاً عن أي مناطق شاذَّة فيه. ويقوم مقدم الرعاية الصحية بإدخال أنبوب دقيق مضاء في أنف المريض. يُدعى هذا الأنبوبُ باسم "منظار الأنف". يمكن أن يُجري مقدم الرعاية الصحية تنظيرَ الحنجرة بحثاً عن أي مناطق شاذة فيها. ويجري ذلك عن طريق إدخال أنبوب دقيق مضاء يُدعى باسم "منظار الحنجرة"، وذلك عن طريق الفم أو الأنف وصولاً إلى الحنجرة. خلال تنظير الأنف أو تنظير الحنجرة، يمكن أن يأخذَ الطبيبُ عيِّنات من النسيج. وتُدعى العينة في هذه الحالة باسم "خَزعة". وبعد ذلك، يجري فحصُ الخزعات تحت المجهر بحثاً عن وجود خلايا سرطانية فيها. كما يمكن أيضاً أخذُ الخزعة عن طريق إبرة من أجل الحصول على كمية صغيرة من النسيج أو السائل. وتُدعى هذه الطريقة باسم "خزعة شَفطية بالإبرة الدقيقة". إن الخزعة هي الطريقة الموثوقة الوحيدة من أجل التأكُّد من وجود خلايا سرطانية. 
تحديد مراحل السرطان
إذا كان المرءُ مصاباً بسرطان الأنف، فإنَّ مقدم الرعاية الصحية يقوم بتحديد المرحلة التي بلغها هذا السرطان. وتحديدُ المراحل هو محاولة من أجل معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر. وإذا كان قد انتشر، فما هي أجزاء الجسم التي انتشر إليها. لا يوجد نظامُ مراحل قياسي فيما يتعلَّق بسرطان الجُيوب الجبهية والجُيوب الوتدية. أمَّا الأنواع الأخرى من سرطان الأنف، فعادة ما توصف باستخدام الأرقام من واحد إلى أربعة. ويشير الرقمُ المنخفض إلى المراحل المبكِّرة من السرطان. يجري تحديدُ المرحلة التي بلغها السرطان اعتماداً على ما يلي:
حجم الورم.
إذا كان السرطان قد انتقل إلى العقد اللمفاوية.
إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وإلى أي أجزاء قد انتشر.
من الممكن إجراء فحوص إضافية من أجل معرفة المرحلة التي بلغها السرطان. وفي بعض الأحيان، لا يكتمل تحديدُ المراحل إلاَّ بعد الجراحة الهادفة إلى استئصال السرطان والعقد اللمفاوية المجاورة. من الممكن إجراء تنظير من أجل فحص الأعضاء والنسج في داخل الجسم بحثاً عن مناطق شاذة فيها. وفي هذه الحالة، يجري إدخالُ أنبوب دقيق مضاء عن طريق فتحة في الجسم، كالأنف أو الفم مثلاً. ومن الممكن أخذ عيِّنات من النسيج من أجل فحصها. من الممكن إجراء فحوص تصويرية إضافية من أجل معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر. ومن هذه الفحوص:
تصوير العظام.
صور الأشعة السينية للصدر.
التصوير المقطعي المحوسب.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

المعالجة والرعاية الداعمة
يعتمد نوعُ المعالجة الخاصة بسرطان الأنف على حجم الورم وموقعه، وكذلك على المرحلة التي بلغها المرضُ، وعلى الصحة العامة للمريض. من الممكن أن تشتملَ معالجة سرطان الأنف على الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية، أو على مزيج من هذه المعالجات. الجراحةُ هي العلاج الأكثر شيوعاً لسرطان الأنف. وغالباً ما تشتمل الجراحةُ على استئصال السرطان وقسم من النسيج السليم والعظم السليم المحيط بالسرطان. وإذا كان السرطانُ قد انتشر، فمن الضروري إزالة العقد اللمفاوية ونسج أخرى في الرقبة أيضاً. تستخدم المعالجةُ الشعاعية أشعة سينية مرتفعة الطاقة، أو أنواعاً أخرى من الأشعة، من أجل قتل الخلايا السرطانية أو منعها من النمو. لكنَّ طريقةَ إعطاء المعالجة الشعاعية تعتمد على نوع السرطان والمرحلة التي بلغها. هناك نوعان من المعالجة الشعاعية:
المعالجة الشعاعية الخارجية. تستخدم هذه المعالجة آلة موجودة خارج الجسم من أجل إطلاق الأشعة صوبَ السرطان.
المعالجة الشعاعية الداخلية. تعتمد هذه المعالجةُ على وضع إبر، أو "حبوب" أو أسلاك، أو قثاطر تحتوي على كمِّيات صغيرة من المادة المشعة، وذلك داخل الورم السرطاني أو بالقرب منه.
تستخدم المعالجةُ الكيميائية الأدويةَ من أجل قتل الخلايا السرطانية. وقد تُعطى هذه الأدوية عن طريق مجرى الدم من خلال قثطار وريدي، أو عن طريق الفم. كما يمكن أيضاً أن توضعَ في منطقة محددة داخل الجسم. ويعتمد اختيارُ النوع المستخدم على نوع السرطان والمرحلة التي بلغها. من الممكن أن يؤدِّي السرطانُ ومعالجته إلى مشكلات صحية أخرى. ومن المهم أن يتلقَّى المريضُ الرعايةَ الداعمة قبل معالجة السرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها أيضاً. والمعالجةُ الداعمة هي معالجة ترمي إلى ضبط الأعراض. والهدفُ هو تخفيف الآثار الجانبية الناتجة عن المعالجة، بالإضافة إلى مساعدة المريض على التأقلم مع حالته العاطفية. تتعامل الرعايةُ الداعمة أيضاً مع الألم الذي يصاحب السرطان ومعالجاته. ومن الممكن أن يقترح مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي الألم الطرق المناسبة من أجل تخفيف الألم أو إزالته. 
الخلاصة
يبدأ سرطانُ الأنف في خلايا التجويف الأنفي أو الجُيوب الأنفية. والجُيوب الأنفية هي فراغات صغيرة موجودة حول الأنف. إن سرطان التجويف الأنفي والجُيوب الأنفية حالة نادرة. ويكون المرءُ معرَّضاً لخطر أكبر من حيث الإصابةُ بهذا السرطان إذا كان:
معرَّضاً لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل.
مصاباً بعدوى فيروس الورم الحُليمي البشري.
مدخِّناً.
يمكن ألاَّ يسبِّب سرطان الأنف أي أعراض في البداية. وغالباً ما تبدأ الأعراض بعد أن ينمو هذا السرطان. وتشتمل الأعراض على ما يلي:
إصابة مزمنة للجُيوب بعدوى لا تستجيب للمعالجة بالمضادات الحيوية.
تخلخل الأسنان أو تخلخل التركيبات السنية.
نزف أنفي.
انسداد الجُيوب وعدم انفتاحها.
تشتمل سبلُ معالجة سرطان الأنف عادة على الجراحة أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية، أو على مزيج من هذه المعالجات الثلاث. وغالباً ما يكون السرطانُ أكثر قابلية للمعالجة في مراحله المبكِّرة. وقد أدت الأبحاثُ إلى حدوث تقدُّم من شأنه مساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان على العيش مدة أطول. وتستمرُّ الأبحاثُ من أجل العثور على طرق أفضل لرعاية الأشخاص المصابين بالسرطان. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق