الثلاثاء، 5 مايو 2015

ورمُ العصبِ السَّمعي



ورمُ العصبِ السَّمعي هو ورمٌ غير سرطاني، ينمو على حساب العصب الذي يصل الأذن بالدماغ. وينمو هذا الورمُ عادة ببطء، وهو يضغط خلال نموه على أعصاب السمع والتوازن. ويمكن ألاَّ تظهرَ أيَّةُ أعراض في البداية، أو قد تظهر أعراضٌ خفيفة تشمل: • فقدان أو نقص السمع في جهة واحدة. • طنين في الأذن. • دوخة ومشاكل في التوازن. من الصعب أحياناً تشخيص ورم العصب السمعي، لأنَّ أعراضه تكون مشابهة لأعراض مشاكل الأذن الوسطى. غير أنَّ فحصَ الأذن واختبارات السمع والتصوير بالأشعة تستطيع كشفَ هذا المرض. إذا بقي الورمُ صغيراً، فقد لا يحتاج المصاب سوى إلى إجراء فحص منتظم. وإن دعت الحاجة إلى المعالجة، فمن الممكن الاختيار بين الجراحة والأشعة. أمَّا إذا أصاب الورمُ العصبين السمعيين الأيمن والأيسر معاً، فقد يكون السببُ في أغلب الأحيان ناجماً عن اضطراب وراثي يُسمَّى داء الأورام الليفية العصبية. ويمكن أن يسبِّب الورم أحياناً خدراً أو شللاً في الوجه. وقد يكبر حجمُه إلى درجة تجعله يضغط على الدماغ، فيصبح خطراً على حياة المريض. 
مقدِّمة
ورمُ العصب السمعي هو ورمٌ غير سرطاني، ينمو على حساب العصب الذي يصل الأذن بالدماغ. كما يُعرَف أيضاً بالورم الشفاني الدهليزي. وقد يحتاج المصابُ إلى المعالجة اعتماداً على عمره وعلى حجم الورم. وقد يكبر حجمُ الورم إلى درجة تجعله يضغط على الدماغ، فيصبح خطراً على حياة المريض. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي ورمَ العصب السمعي وأسبابه، بالإضافة إلى الأعراض والتشخيص والمعالجة. 
الأذن
الأذنان عضوان متخصِّصان جداً يمنحان الإنسانَ القدرةَ على السمع وحفظ التوازن. تتألَّف الأذنُ من ثلاثة أجزاء:
الأذن الخارجية، وتضمُّ الصيوان وقناة السمع التي تمتد داخل الأذن إلى غشاء طبلة الأذن.
الأذن الوسطى التي تتشكَّل من ثلاثة عظام صغيرة تُعرَف باسم العُظَيمات السمعية.
3. الأذن الداخلية.
يعمل الصيوان مثل الصحن اللاقط الذي يجمع الموجاتِ الصوتيةَ التي هي اهتزازاتٌ في الهواء. تدخل الموجاتُ الصوتية إلى قناة السمع فتسبِّب اهتزازَ طبلة الأذن. ينتقل هذا الاهتزازُ في طبلة الأذن أو في غشاء طبلة الأذن، إلى العظيمات الصغيرة في الأذن الوسطى، التي تنقل بدورها الاهتزاز إلى الأذن الداخلية. تصل الاهتزازاتُ المرسَلة إلى الأذن الداخلية إلى عضو داخل الأذن الداخلية يُعرف باسم القوقعة التي تشبه الحلزون. وتتحوَّل الاهتزازاتُ داخلها إلى إشارات كهربائية. يقوم عصبٌ يُعرَف باسم العصب الثامن بنقل الإشارات الكهربائية إلى الدماغ، الذي يفهمها كأصوات. يُعرف العصبُ الثامن أيضاً بالعصب الدهليزي القوقعي. وهذا العصبُ هو الذي يصاب بورم العصب السمعي. يؤثِّر جزءٌ من الأذن الداخلية، بالإضافة إلى العصب الثامن، في توازن الجسم. ولهذا السبب تتلازم في كثير من الحالات مشاكلُ السمع مع مشاكل التوازن. 
الورمُ مقابل السرطان
يتكوَّن الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم وتموت بطريقةٍ محكمة ومضبوطة. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا انقسامَها ونموَّها دون أن تخضعَ للضوابط الطبيعية، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يُدعى الورم. إذا هاجم الورمُ الأنسجةَ المجاورة وأجزاء أخرى من الجسم، فإنه يدعى ورماً خبيثاً أو سرطانياً. تنتشر الخلايا السرطانية إلى مختلف أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفية. يُدعى السرطانُ الذي ينتقل من الأنسجة إلى أجزاء أخرى من الجسم سرطاناً منتقلاً. أمَّا إذا لم يَغزُ الورمُ الأنسجةَ المجاورة وأجزاء الجسم الأخرى، فإنه يُدعى ورماً حميداً أو نمواً غير سرطانياً. وورمُ العصب السمعي هو ورم حميد. لا تشكِّل الأورامُ الحميدة عادة خطراً على حياة المريض. ولكن يمكن أن يصبحَ ورمُ العصب السمعي خطراً على حياة المريض عندما يكبر حجمه فيضغط على الدماغ، وقد يؤدِّي إلى الموت. 
أعراض ورم العصب السمعي
يمكن ألاَّ يشعر المصابُ في البداية بأية أعراض أو قد يشعر بأعراض خفيفة. تظهر الأعراضُ عندما ينمو الورم ويضغط على الأعصاب المجاورة أو الأوعية الدموية أو أجزاء الدماغ. تنجم الأعراضُ عادة عن الأورام الكبيرة. ولكن من الممكن أن تسبِّبَ الأورامُ الصغيرة أعراضاُ شديدة اعتماداً على مكان الورم. تشبه أعراضُ ورم العصب السمعي الأعراض الناجمة عن مشاكل الأذن الوسطى. وتشمل الأعراضُ المعروفة ما يلي:
فقد السمع في جهة واحدة.
طنين في الأذن.
دوخة ومشاكل في التوازن.
وقد يكبر حجمُ الورم فيسبِّب خدراً أو شللاً في الوجه. وفي حالات نادرة، قد يكبر الورمُ إلى درجة تجعله يضغط على الدماغ أو جذع الدماغ، فيصبح خطراً على حياة المريض. 
أسبابُ ورم العصب السمعي
يحدث ورمُ العصب السمعي نتيجة التكاثر غير الطبيعي لخلايا شفان. وخلايا شفان هي نوعٌ من الخلايا التي تلتف عادة حولَ الألياف العصبية للمساعدة في دعم وحماية الأعصاب. يحصل التكاثرُ غير الطبيعي لخلايا شفان بسبب وجود جينات أو مورثات شاذة. والجيناتُ هي التي تصدر تعليمات إلى الجسم لصنع بعض المواد. يحتوي جسمُ كلِّ إنسان على الآلاف من الجينات التي تحدد ملامحه. وهذه الجيناتُ لها علاقةٌ كبيرة أيضاً بصحتنا. الجيناتُ موجودة على الصبغيات أو الكروموسومات، ولدى كل شخص 23 زوجاً من الكروموسومات. أمَّا الجين المرتبط بورم العصب السمعي فهو موجود على الكروموسوم 22. يُنتِج هذا الجين عادة نوعاً من البروتين يتحكَّم بنمو خلايا شفان. لا يعمل الجينُ بشكل صحيح عندما يكون شاذاً، يحدث ورم العصب السمعي عندما لا ينتج الجين على الكروموسوم 22 البروتين للتحكُّم بنمو خلايا شفان، فتتكاثر خلايا شفان بشكل غير طبيعي، ممَّا يسبب الورم. عندما يصيب الورمُ العصبين السمعيين، فغالباً ما يعود السبب إلى اضطراب وراثي يُسمَّى داء الأورام العصبيَّة الليفية. يؤثِّر الورمُ العصبي الليفي بشكل رئيسي في كيفية تشكُّل ونمو الخلايا العصبية. وهو يسبب نمو الأورام على الأعصاب. يمكن أن يكونَ الورم العصبي الليفي وراثياً، أو قد يحدث أحياناً بسبب تغيُّر في الجينات. 
التشخيص
تشبه أعراضُ ورم العصب السمعي الأعراض الناجمة عن مشاكل الأذن الوسطى، ممَّا يجعل تشخيص هذا الورم صعباً. من الصعب أيضاً تشخيص ورم العصب السُمعي، لأنَّ هذا الورمَ ينمو ببطء. وقد لا يسبِّب أعراضاً لفترة طويلة. وقد تكون الأعراض المبكرة خفيفة. في بعض الأحيان، يُشخَّص ورم العصب السمعي عند إجراء فحوصات لمشاكل أخرى من الأذن. يطرح الطبيبُ أسئلة حول السجل الطبي لعائلة المريض، بالإضافة إلى السجل الطبي للمريض نفسه. كما يسأل المريضَ أيضاً عن الأعراض التي يشعر بها. ثم يُجري له فحصاً سريرياً. يخضع المريضُ لاختبار السمع، أو قياس السمع، لفحص سمعه. ويطلب منه وضع سمَّاعات إذن لإجراء هذا الاختبار. تُوجَّه الأصوات إلى السماعة على الأذن الأولى، ثم إلى السمَّاعة على الأذن الثانية. وتُستخدَم مجموعةٌ واسعة من الأصوات والنغمات لهذا الاختبار. يُستخدَم اختبارٌ آخر لتشخيص ورم العصب السمعي، وهو اختبار الاستجابة السمعية المحرَّضة لجذع الدماغ. يجري وضعُ أقطاب كهربائية على فروة الرأس والأذنين لإجراء هذا الاختبار. تسجل الأقطاب ردودَ فعل الدماغ على الضوضاء التي يسمعها المريضُ من خلال السمَّاعات. يقيس هذا الاختبارُ مدى تواصل الأذنين مع الدماغ. كما يمكن أيضاً تخطيط كهربية الرأرأة لقياس حركة العين عندما يتعرَّض توازنُ المريض للإجهاد. وغالباً ما تكون حركةُ العين الشاذَّة مؤشِّراً على مشاكل في الأذن الداخلية. اختباراتُ التَّصوير هي أفضل وسيلة لتشخيص ورم العصب السمعي. وتشمل هذه الاختباراتُ التصويرَ المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس. 
المعالجة
تعتمد معالجةُ ورم العصب السمعي على عمر المريض، وحجم الورم، والأعراض التي يسبِّبها. وقد يشمل العلاج:
المراقبة والانتظار.
العلاج بالأشعة.
الجراحة.
يمكن أن يعاني بعض المرضى من ورمٍ صغير في العصب السمعي لا يكبر، أو يكبر ببطء شديد. وقد ينصح الطبيبُ بالمراقبة والانتظار إذا كان الورمُ لا يسبِّب أيةَ أعراض. وفي بعض الأحيان، لا يكبر حجمه ولا يسبِّب أعراضاً على الإطلاق. وينصح الطبيبُ عادة بالمراقبة والانتظار للناس المسنين أو الأشخاص غير المؤهَّلين للخضوع لعلاجات أخرى. ويطلب منهم إجراء صور واختبارات سمع ضمن فترات منتظمة تتراوح بين ستة أشهر واثني عشر شهراً. سوف تُظهر هذه الاختباراتُ ما إذا كان الورمُ قد أصبح أكبر. يمكن استخدامُ المعالجة الإشعاعية لوقف نمو ورم العصب السمعي. كما يمكن استخدامُها بعد الجراحة أيضا في حال تعذُّر استئصال الورم كله. يمكن إجراءُ المعالجة الإشعاعية عبر الجراحة الإشعاعية التجسيمية التي تتيح للطبيب توجيهَ الإشعاع إلى الورم دون التأثير في الأنسجة المحيطة بالدماغ. يستخدم التصويرُ المقطعي المحوسَب لتحديد مكان الورم بدقَّة. يمكن إجراءُ عملية جراحية أيضاً لاستئصال ورم العصب السمعي. توجد أنواع عديدة من العمليات الجراحية التي يمكن القيام بها. وغالباً ما يجري استئصالُ الورم عبر الأذن الداخلية أو شق في الجمجمة خلف الأذن، بالقرب من قناة الأذن. تنطوي هذه الجراحةُ على بعض المخاطر مثل سائر العمليات الجراحية الأخرى. لذلك يجب على المريض التحدُّث مع طبيبه لاختيار العلاج الأفضل بالنسبة لحالته. 
الخلاصة
ورمُ العصب السمعي هو ورم غير سرطاني ينمو على العصب الذي يصل الأذن بالدماغ. وهذا العصبُ يُسَمَّى العصبَ الثامن، أو العصب الدهليزي القوقعي. في بادئ الأمر، قد لا يشعر المريضُ بأية أعراض أو بأعراض خفيفة. تشبه أعراضُ ورم العصب السمعي الأعراضَ الناجمة عن مشاكل الأذن الوسطى. وقد يكبر الورمُ إلى درجة تجعله يضغط على الدماغ فيصبح خطراً على حياة المريض. يحدث ورمُ العصب السمعي نتيجةَ التكاثر غير الطبيعي لخلايا شفان. وخلايا شفان هي نوعٌ من الخلايا التي تلتف عادة حول الألياف العصبية للمساعدة على دعم وحماية الأعصاب. يتشكَّل ورمُ العصب السمعي عندما لا ينتج الجينُ على الكروموسوم 22 البروتينَ اللازم للتحكُّم بنمو خلايا شفان. إذا بقي الورمُ صغيراً، فقد لا يحتاج المصابُ سوى إلى إجراء فحص منتظم. وإن دعت الحاجةُ إلى المعالجة، فمن الممكن الاختيار بين الجراحة والأشعَّة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق