الثلاثاء، 5 مايو 2015

لِمفومةُ هودجكين



تنشأ لِمفومةُ هودجكين، وهي نوعٌ من السرطان، في خلايا الجهاز المناعي. وهي تحدث عندما تصبح بعضُ الخلايا في الجهاز المناعي غير طبيعية أو شاذَّة، وتبدأ بنسخ نفسها بطريقةٍ لا يمكن السيطرة عليها. إنَّ مُعظم الناس المُصابين بلِمفومة هودجكين يكون لديهم النوع الكلاسيكي منها. يبدأ الشكلُ الكلاسيكي من لِمفومة هودجكين عندما تُصبح خلية لِمفيَّة (لِمفاويَّة)، من الخلايا البائيَّة عادةً، شاذَّة، وتُسمَّى الخلايا الشاذَّة عندئذ "خلايا ريد شتيرنبرغ". وتُعدُّ لِمفومةُ هودجكين العُقيديَّة ذات اللٍمفاويات المُسيطرة نوعاً نادراً من لمفومة هودجكين، حيث تُدعى الخلايا الشاذَّة فيها "الخلايا الفُشاريَّة". وتكون المرحلةُ مُؤشِّراً يدلُّ على مدى انتشار المرض في الجسم. يتضمَّن التصنيفُ إلى مراحل عدَّة إجراءات لتحديد أجزاء الجسم التي قد أُصيبت بالمرض. ويجري تحديدُ المعالجة استناداً إلى المرحلة التي بلغها السرطان. قد تكون معالجةُ لِمفومة هودجكين إشعاعية أو كيميائية أو بزراعة الخلايا الجذعية. وقد تُستخدَم هذه الطُرُق كلُّها معاً في بعض الأحيان. وتعتمد قراراتُ المعالجة على المرحلة التي بلغها المرض، وموضعه في الجسم، وعلى الأعراض التي ظهرت عند المريض، وعلى الحالة الصحِّية العامَّة للمريض وعمره. يُمكن شفاءُ مُعظم الناس الذين يوضع لهم تشخيص الإصابة بلمفومة هودجكين في هذه الأيَّام، أو يُمكن على الأقل السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة. 
مُقدِّمة
لِمفومةُ هودجكين هي نوع من السرطان الذي يبدأ في خلايا الجهاز المناعي. والجهازُ المناعيُّ يقاوم الأمراضَ المُعدِية والأمراض الأُخرى. تنشأ لِمفومة هودجكين عندما تُصبح خلايا من الجهاز المناعي شاذَّة، وتبدأ بنسخ نفسها بطريقةٍ غير مضبوطة. تعدُّ لِمفومةُ هودجكين قابلةً للمعالجة إلى حدٍّ كبير. يُمكن شفاء مُعظم الناس الذين يوضع لهم تشخيصُ الإصابة بِلمفومة هودجكين هذه الأيَّام، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لسنوات عديدة. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي لِمفومةَ هودجكين، كما يشرح أسبابها، وأعراضها، والأساليب المُتاحة لمعالجتها. 
التشريح
الجهازُ اللمفي هو جزء من الجهاز المناعي، حيث يقاوم الجهاز المناعي الأمراض المُعدية والأمراض الأُخرى. ويتكوَّن الجهازُ المناعي من الأوعية اللِمفيَّة والّلِمف والعُقد اللِّمفية. يبدو اللِمفُ كسائل رائق تقريباً، يُنتجه الجسم، ويقوم بنزح الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبر الجهاز اللِمفي الذي يتألَّف من شبكة من قنوات وبُنى تُشبه حبَّةَ الفاصولياء تُدعى العُقد اللِمفية. وتوجد مجموعاتٌ من هذه العُقد اللِمفية في الرقبة، وتحت الإبطين، وفي الصَّدر، والبطن، وفي المنطقة الأُربيَّة. تحوي العُقَدُ اللِّمفيَّة خَلايا من الجهاز المناعي تعمل كحاجز يوقف الجراثيمَ والفيروسات، ويمنعها من مهاجمة الجسم. وتُصنَّف هذه الخلايا في فئتين واسعتين تُدعيان الخلايا التائية أو اللِّمفاويات التائية، والخلايا البائية أو اللِّمفاويات البائيَّة. تتَّصل العقُد اللِمفية فيما بينها بواسطة قنوات خاصَّة تُسمَّى الأوعية اللِّمفية. وتنتشر هذه القنوات في مُعظم أنحاء الجسم، كالأوعية الدموية. ويستخدم الجهازُ اللِّمفي هذه الأقنية لنزح السوائل الفائضة والفضلات. هناك أجزاء أُخرى من الجسم تحوي نسيجاً لِمفياً، كاللوزتين، وغُدَّة التُّوتة أو التيموس، والطِّحال، والمَعِدة، والجِلد، والأمعاء الدقيقة. 
لِمفومة هودجكين وأسبابها
داءُ هودجكين هو نوع من اللِمفومة، واللِمفومات هي سرطانات تحدث في الجهاز اللِمفي، بدءاً من خلايا الجهاز المناعي البائيَّة. تحوي الخلايا مادَّة وراثيَّة أو جِينيَّة تُدعى الصِّبغيَّات. وتتحكَّم الصِّبغيات بنموِّ الخلايا وتكاثرها. تنمو الخلايا الطبيعية في الجسم وتموت وفق آلية مضبوطة. تفقد الخليّة قدرتها على التّحكم بنموّها وتكاثرها عندما تُصبح صِبغيّاتها شاذّة. تبدأ خلايا من الجهاز المناعي عند الإصابة بِلمفومة هودجكين بالتكاثر على نحو شاذٍّ. وتُدعى الخلايا الشاذَّة في مُعظم حالات لِمفومة هودجكين خلايا ريد ستيرنبيرغ. تنقسم الخلايا الجديدة مرَّات ومرَّات، مُنتجة المزيد من الخلايا الشاذَّة. ولا تموت الخلايا الشاذَّة عندما ينبغي عليها أن تموت. وهي لا تحمي الجسم من الأمراض المُعدية أو الأمراض الأُخرى. ويؤدِّي تراكم الخلايا الزائد غالباً إلى تشكُّل كتلة من النسيج تُدعى تنشُّؤاً أو ورماً. يُمكن أن تطرأ التغيُّرات على المادَّة الجِينيَّة نتيجة أسباب مُتعدِّدة. وتكون هذه التغيُّرات وراثيَّة في بعض الأحيان. قد تطرأ التغيُّرات على الصِّبغيَّات أيضاً نتيجة للتعرُُّض لعدوى، أو استعمال أدوية مُعيَّنة، أو التبغ، أو مواد كيميائيَّة، أو عوامل أُخرى. ومن عوامل الخطر الأُخرى للإصابة بلِمفومة هودجكين:
العُمر.
قصة عائليَّة للإصابة باللِمفومة.
الجنس: إذ إنَّ الذكور أكثر تعرُّضاً للإصابة من الإناث.
سوابق إصابة بفيروس إيبشتاين ـ بار وضعف الجهاز المناعي.
هناك نوعان رئيسيّان من لِمفومة هودجكين: لِمفومة هودجكين الكلاسيكيّة ولِمفومة هودجكين العُقَيديّة التي تُسيطر فيها اللِمفاويّات. إنَّ مُعظم الناس المصابين بلِمفومة هودجكين يكون لديهم النوع الكلاسيكي. ويبدأ النوع الكلاسيكي عندما تُصبح اللِمفاويات، البائيَّة عادةً، شاذَّة. أمَّا لِمفومة هودجكين العُقَيديَّة ذات اللِمفاويَّات المُسيطرة فهي نوع نادر من لِمفومة هودجكين. وتُدعى الخلايا الشاذَّة فيها "الخلايا الفُشاريَّة". وقد يُعالج هذا النوعُ بطريقة مُختلفة عن النوع الكلاسيكي. يُمكن أن تنشأ لِمفومة هودجكين في أيِّ مكان من الجسم تقريباً، ذلك أنَّ النسيج اللِمفي موجودٌ في كثير من أجزاء الجسم. وهي أوَّل ما توجد في عُقدة لِمفيَّة أعلى الحجاب الحاجز، وهو العضلةُ الرقيقة التي تفصل الصدر عن البطن. ولكنَّ لِمفومة هودجكين يُمكن أن توجد في مجموعة من العُقد اللِّمفيَّة أيضاً. ويُمكن أن تبدأ في بعض الأحيان في أجزاء أُخرى من الجهاز اللِمفي. 
العلاماتُ والأعراض
العرضُ الأكثر مُشاهدة للِمفومة هودجكين هو تورُّم غير مُؤلم في العُقد اللِمفية في الرقبة أو تحت الإبط أو المنطقة الأُربية. وقد يكون من الأعراض المألوفة الأُخرى:
الحُمَّى والنوافض.
تعرُّق ليلي غزير.
وهن وتعب.
خسارة وزن غير مُفسَّرة.
اضطراب التنفُّس، أو سعال، أو ألم صدري.
ومن الأعراض الأُخرى:
يُصبح المريض أكثر حساسيَّة لتأثير الكحول، أو يشعر بألم في العُقد اللِمفيَّة بعد تناول الكحول.
تعب مُستمر أو دائم.
حكَّة.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناجمةً عن لِمفومة هودجكين بالضرورة. ولكن، يُمكن أن تُسبِّب الأمراضُ المعروفة، كالأمراض المُعدية أو الأنفلونزا، أعراضاً مُشابهة. يجب مُراجعةُ الطبيب إذا استمرَّت هذه الأعراض أكثر من أُسبوعَين. 
التشخيص
يحاول الطبيب، عندما يكون لدى المريض عُقد لِمفية مُتورِّمة أو غير ذلك من الأعراض التي قد توحي بالإصابة بلِمفومة هودجكين، أن يعرفَ ما الذي سبَّب هذه المُشكلة، وربَّما يسأله عن تاريخه الطبِّي الشخصي والعائلي. يقوم الطبيبُ أيضاً بفحص العُقد اللِمفية في رقبة المريض وتحت إبطه وفي المنطقة الأُربية. كما أنَّه قد يتحرَّى عن وجود ضخامة في الكبد أو الطحال أيضاً. قد يطلب الطبيبُ إجراء تعداد دم كامل CBC؛ فتعدادُ الدم الكامل يُمكن أن يُعطي معلومات حول عدد ونوعيَّة كلِّ نمط من خلايا الدم. قد يطلب الطبيبُ فحوصاً أُخرى، مثل التصوير الطبقي المحوريCT scan، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI scan، والتَّصوير المَقطَعِي بِالإِصدار البوزيتروني PET scan، والتصوير بالأشعَّة السينية، وأخذ خزعة من عقدة لِمفية (اختزاع عُقدة لِمفية). وقد تُطلب صور للصدر بالأشعَّة السينية للبحث عن عُقد لِمفية مُتورِّمة أو غير ذلك من علامات اللِمفومة في الصدر. وهي تُجرى لمعرفة مدى انتشار الإصابة، وهو ما يُعرف باسم تصنيف المراحل. تعدُّ الخزعة هي الطريقة الوحيدة المؤكِّدة لتشخيص لِمفومة هودجكين. وهناك أنواع متعدِّدة للخزعة. قد يتمُّ، في حالة الرشف بالإبرة الرفيعة، إدخال إبرة في العقدة اللِمفية، وسحب عَيِّنة صغيرة من الانسجة والسَّوائل من أجل الدراسة التشريحية المرضية. ولكن، لا يُمكن بهذه الطريقة الحصول على عَيِّنة كبيرة بما فيه الكفاية من أجل تشخيص لِمفومة هودجكين. تُؤخذ قطعة صغيرة من العُقدة اللِمفية عبر شقٍّ جراحيٍّ في حالة الخزعة الاقتطاعية. أمَّا في حالة الخزعة الاستئصالية، فيجري استئصالُ العُقدة اللِمفية بكاملها مع بعض من النسيج الذي يحيط بها عبر شقٍّ جراحي. وهذه الطريقةُ هي الأفضل للحصول على عيِّنة كافية من أجل التشخيص. يستخدم اختصاصي التشريح المرضي مِجهِراً لفحص النسيج للتحرِّي عن خلايا لِمفومة هودجكين. ويكون لدى الشخص المُصاب بلِمفومة هودجكين عادةً خلايا شاذَّة كبيرة تُسمَّى خلايا ريد ستيرنبيرغ. وهي غير موجودة عند المُصابين باللِمفومة اللاهودجكينيَّة.
تصنيف المراحل
المرحلة هي مُؤشِّر على مدى انتشار المرض، حيث ينطوي تصنيفُ المراحل على عدَّة إجراءات لتقرير أجزاء الجسم التي قد أُصيبت بالمرض. ويُمكن أن تُحدَّد المُعالجة استناداً إلى المرحلة التي بلغها السرطان. تميل لِمفومةُ هودجكين إلى الانتشار من مجموعة عُقد لِمفيَّة إلى المجموعة التالية؛ فإذا بدأت لِمفومة هودجكين في مجموعة العُقد اللِمفيَّة الرقبيَّة مثلاً، فإنَّها قد تنتشر بادئ ذي بدء إلى العُقد اللِمفيَّة فوق الترقوة، ثُم إلى العُقد اللِمفيَّة تحت الإبطين وضِمن الصدر. يُمكن أن تقوم لِمفومةُ هودجكين مع مرور الوقت بغزو الأوعية الدمويَّة، وتنتشر إلى أيِّ جزء من الجسم تقريباً؛ فهي يُمكن أن تنتشر مثلاً إلى الكبد والرئتين والعظام ونقي العظام. قد يحتاج التصنيفُ إلى إجراء تصوير طبقي محوري CT scan، وتصوير بالرنين مغناطيسي MRI scan، وتصوير مَقطَعِي بِالإِصدار البوزيتروني PET scan، وأخذ خزعة من نقي العظام. وقد يوصي الطبيب بأخذ خزعات من عُقد لِمفية أُخرى أيضاً، أو من الكبد، أو غير ذلك من انسجة الجسم. يعتمد تحديدُ المرحلة على عدد العُقد اللِمفيَّة التي توجد فيها خلايا لِمفومة هودجكين، وفيما إذا كانت هذه العُقد على جانب واحد أم على جانبي الحجاب الحاجز، وإذا ما كان المرض قد انتشر إلى نقي العظام، أو الطِّحال، أو الكبد، أو الرئة. والحجابُ الحاجز هو عضلة كبيرة رقيقة تفصل الصدر عن البطن. وهو ذو أهمِّية بالغة في عمليَّة التنفُّس. توصف المراحل عادة باستخدام الأرقام من واحد إلى أربعة، بحيث يشير الرقم الأدنى إلى مرحلة مُبكِّرة أكثر من المرض. المرحلة 1: توجد خلايا اللِمفومة في مجموعة واحدة من العُقد اللِمفيَّة (كمجموعة العُقد الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط مثلاً). وإذا لم تكن الخلايا الشاذّة موجودة في العُقد اللِمفيَّة، فإنَّها تكون موجودة في جزء واحد فقط من نسيج أو عضو ما (كالرئة مثلاً). المرحلة 2: تكون خلايا اللِمفومة موجودة في مجموعتين على الأقلّ من العُقد اللِمفيَّة في جانب واحد من الحجاب الحاجز (سواء أكانتا فوقه أو تحته)، أو أنَّ خلايا اللِمفومة موجودة في جزء واحد من عضو ما وفي العُقد اللِمفية قُرب هذا العضو (في الجانب نفسه من الحجاب الحاجز). وقد يكون هناك خلايا لٍمفومة في مجموعة أُخرى من العُقد اللِمفية في الجانب نفسه من الحجاب الحاجز. المرحلة 3: تكون اللِمفومة في هذه المرحلة موجودة في العُقد اللِمفية فوق وتحت الحجاب الحاجز. وقد توجد أيضاً في أحد أجزاء نسيج أو عضو من الأعضاء (كالكبد أو الرئة أو العظام) قُرب إحدى هذه المجموعات من العُقد اللِمفية المُصابة. وقد تكون موجودة في الطِّحال أيضاً. المرحلة 4: توجد خلايا اللِمفومة في هذه المرحلة في عدَّة أجزاء من عضو أو نسيج واحد أو أكثر، أو أنَّها تكون موجودة في عضو (كالكبد، أو الرئة أو العظم) وفي مجموعة عُقد لِمفيَّة بعيدة في الوقت نفسه. يُعدُّ المرض راجعاً (أو ناكساً) إذا عاد ثانية بعد المُعالجة. قد يقوم الطبيبُ بالإضافة إلى التصنيف السابق، بوضع الأعراض في مجموعتين أ ، ب أيضاً:
أ: لا يُعاني المريض من خسارة وزن، أو من تعرُّق ليلي غزير، أو من حُمَّى.
ب: يعاني المريض في هذه المرحلة من خسارة وزن، أو من تعرُّق ليلي غزير، أو من الحُمَّى.
يكون لدى المرضى الذين يعانون من أعراض المرحلة (ب) مآلٌ أسوأ من المرضى الذين يعانون من أعراض المرحلة (أ). 
المُعالجة
الهدفُ من مُعالجة لِمفومة هودجكين هو قتل كلِّ ما يُمكن قتله من الخلايا الشاذَّة. ويعتمد اختيارُ طريقة المعالجة على عوامل كثيرة. يناقش الطبيب طُرُق المُعالجة المُتاحة مع المريض قبل البدء بالمُعالجة. تعتمد سُبُلُ المُعالجة المناسبة للمريض على:
نوع لِمفومة هودجكين التي يُعاني منها (يكون لدى مُعظم المرضى النوع الكلاسيكي من لِمفومة هودجكين).
المرحلة التي بلغتها هذه اللِمفومة (أي المكان أو الأماكن التي وُجدت فيها).
حجم اللِمفومة: إذا كان قطرها قد تجاوز عشرة سنتيمترات.
عُمر المريض.
فيما إذا كان المريض يُعاني من خسارة وزن، أو تعرُّق ليلي غزير، أو حُمَّى.
تكون معالجة لِمفومة هودجكين إشعاعية أو كيميائية عادةً، وقد تُستخدم كلتا الطُريقتين في بعض الأحيان. وتعتمد قراراتُ المعالجة على المرحلة التي بلغها المرض، وموضعه في الجسم، وأعراضه التي ظهرت عند المريض، وعلى الحالة الصحِّية العامَّة للمريض وعمره. قد تُستعمل المُعالجة الإشعاعيَّة في المراحل المُبكِّرة للِمفومة هودجكين، ولكنَّها تُستعمَل بعد المُعالجة الكيميائيَّة عادةً. تستعمل المعالجة الإشعاعية أشعَّة عالية الطاقة لقتل خلايا السرطان ووقفها عن النموِّ والانتشار. وتأتي الأشعَّة التي تُعالج الخلايا من جهاز يصوِّب الأشعَّةَ إلى بُقعة مُحدَّدة من الجسم. قد تُعالج لِمفومة هودجكين من النمط العُقَيدي، الذي تُهيمن فيه اللِّمفاويات بالأشعَّة، وحدها. يتلقَّى مرضى لِمفومة هودجكين المعالجة الإشعاعية غالباً كمرضى خارجيين في المستشفى أو في العيادة، وينبغي أن تُعطى لمدَّة خمسة أيَّام في الأُسبوع لعدَّة أسابيع. ويُقصد بالمرضى الخارجيين أنَّ المرضى يذهبون إلى منازلهم بعد كُلِّ جلسة معالجة. ترتبط الآثارُ الجانبية للمُعالجة الإشعاعية بشكل رئيسي بنوع هذه المُعالجة، وجرعة هذه الُمعالجة، والجزء من الجسم الذي يخضع للمعالجة. ومن الآثار الجانبية المُحتملة المألوفة للمعالجة الإشعاعية: الغثيان والقيء والإسهال. وربَّما يعاني المريض من تقرُّح وجفاف في الحلق، وصعوبة في البلع. وربَّما يشعر المريض، فضلاً عن ذلك، بالإعياء ويصبح جلده في منطقة المُعالجة أحمرا جافاً وحساساً، وقد يفقد المريض شعره في منطقة المُعالجة. تعني المُعالجة الكيميائية استخدام أدوية لقتل خلايا السرطان. وهي تُستخدم في المراحل الأكثر تقدُّماً من لِمفومة هودجكين. يصف الطبيب لمُعالجة لِمفومة هودجكين توليفةً من عدَّة أدوية تعمل معاً؛ وهي تُدعى باسم الجرعات الكيميائية. هناك عدَّةُ أنواع من المُعالجة الكيميائية التي قد يتلقَّاها المريض. كما أنَّها قد تُعطى بطُرُق مُختلفة أيضاً، حيث يُعطى بعض هذه الأدوية عن طريق الفم، ويُعطى بعضها الآخر حقناً، بالوريد أو في المنطقة حول النخاع الشوكي. وينتقل الدواء مع تيار الدم إلى كلِّ مكان في الجسم تقريباً. تعتمد التأثيراتُ الجانبيَّة للمعالجة الكيميائية إلى حدٍّ بعيد على نوع الأدوية المُستخدمة وجُرعاتها. يُمكن أن تُؤذي الأدوية الكيميائية الخلايا السليمة التي تنقسم بسرعة، مثل:
خلايا الدم، مما قد يؤثِّر في قدرة المريض على مُقاومة العدوى.
خلايا جذور الشعر، ممَّا يسبِّب تساقط الشعر.
الخلايا التي تُبطِّن الجهاز الهضمي، مما يسبِّب الغثيان والقيء وتقرُّحات الفم أو الشفتين، واضطراب البلع.
تُعطى المُعالجة الكيميائية على أشواط عادة، بحيث يكون هناك فترة مُعالجة يتلوها فترة راحة، ثم فترة مُعالجة ثانية، وهكذا. قد يكون زرعُ الخلايا الجذعيَّة خياراً في مُعالجة لِمفومة هودجكين الناكسة برغم المُعالجة. والخلايا الجذعيَّة هي خلايا تُتيح لنقي العظم أن يُعيد إنتاج جميع خلاياه الدمويَّة. تجري عملية زراعة الخلايا الجذعيَّة في المستشفى. ويتمُّ في هذا النوع من المُعالجة أخذ الخلايا الجذعية بجمعها من مُتبرِّع أو من المريض نفسه، ثمَّ تجميدها وتخزينها لاستعمالها في وقت لاحق. وقد تحتاج هذه الخلايا، إذا كانت قد اُخذت من المريض نفسه، إلى مُعالجة لقتل خلايا اللِمفومة التي قد تكون موجودة بينها، وذلك قبل تجميدها وتخزينها. تُستعمل جرعات عالية من المُعالجة الكيميائيَّة والإشعاعيَّة للتخلُّص من نقي العظم ومعه، كما يُؤمل، جميع الخلايا السرطانية؛ ثمَّ تُعطى الخلايا الجِذعيَّة للمريض بعد ذلك بواسطة أُنبوب مَرِن يوضع في وريد كبير في رقبة أو صدر المريض. وتنمو خلايا دم جديدة من الخلايا الجِذعيَّة المزروعة. يُمكن استعمال خلايا جذعيَّة مأخوذة من جسم المريض نفسه أو من مُتبرِّع. وهناك عدَّة أنواع من زراعة الخلايا الجذعيَّة منها:
زراعة الخلايا الجذعيَّة ذاتيَّة المنشأ.
زراعة الخلايا الجذعية خَيفيَّة (غيريّة) المنشأ.
زراعة الخلايا الجذعيَّة إسويَّة المنشأ.

الخُلاصة
مرضُ هودجكين هو نوع من اللِمفومة. أمَّا اللِمفومات فهي سرطانات تنمو في الجهاز اللِمفي، الذي يُعدُّ جزءاً من الجهاز المناعي للجسم. وعمل الجهاز اللِمفي هو مُقاومة الأمراض والعدوى. تحدث لِمفومة هودجكين بسبب تبدُّلات في المادَّة الجِينيَّة. ويُمكن أن تحدث هذه التبدُّلات نتيجة لأسباب مُختلفة، قد تكون وراثية في بعض الأحيان. كما قد تحدث التبدُّلاتُ في الصبغيَّات أيضاً نتيجة التعرُّض لبعض الأمراض المُعدية، أو أدوية مُعيَّنة، أو التبغ، أو بعض المواد الكيميائيَّة، أو عوامل أُخرى. تُستخدم في تدبير لِمفومة هودجكين عادة المُعالجة الإشعاعية أو المُعالجة الكيميائية، أو مُشاركة بينهما، أو زراعة الخلايا الجذعية. ويعتمد اختيارُ نوع المعالجة على المرحلة التي بلغها السرطان، وعلى الحالة الصحِّية العامة للمريض. يُمكن الآن، بفضل تطوُّر العلوم الطبِّية، شفاء مُعظم المرضى الذين يُصابون بلِمفومة هودجكين، أو يُمكن السيطرة على مرضهم لعدَّة سنوات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق