الثلاثاء، 5 مايو 2015

خزعة الثدي




قد يكون اختزاع الثدي أي أخذ عينة منه، ضرورياً في بعض الحالات لتقرير فيما إذا كانت كتلة في الثدي متسرطنة. يأخذ الطبيب جزءاً صغيراً من الكتلة، أو عقدة، أو الكتلة بكاملها ليقوم اختصاصي الباثولوجيا "المُشرح المرضي" بفحصها فيما بعد. يتم اختزاع الثدي تحت التخدير الموضعي أو العام: 


الاختزاع بالإبرة حيث يتم سحب سائل وعيّنة من النسيج عبر وخزة إبرة. 

الاختزاع المفتوح حيث يقوم الطبيب بشق الجلد والنسيج الداخلية حتى الوصول إلى الكتلة. ثم يأخذ قطعة صغيرة من الكتلة بطريقة الخزعة الاقتطاعية. 

الخزعة الاستئصالية أو استئصال الكتلة، حيث يتم اسئصال الكتلة والنسيج الذي يحيط بها. 

إن اختزاع الثدي هو إجراء خارجي، أي أن المريضة غير مضطرة للبقاء في المستشفى ويمكن أن تعود للبيت في اليوم نفسه. 


مقدمة
تعاني ملايينُ النساء كلَّ عام من ظهور كتل في الثدي. 

يمكن أن تكونَ كتلُ الثدي سرطانية، حيث يُصيب سرطانُ الثدي امرأةً واحدة من كلِّ ثمان أو تسع نساء. 

قد يطلب الطبيبُ إجراءَ خَزعة من الكتلة لمعرفة ما إذا كانت الكتلةُ سرطانية أم لا. 

لا يُتَّخذُ قرارُ أخذ أو عدم أخذ خزعة من الصدر دون موافقة المريضَة. 

يساعدُ هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم منافع ومخاطر أخذ خَزعة من الصدر فهماً أفضل. 


تشريح الثدي
الثَّديُ هو الغدَّةُ المسؤولة عن إنتاج الحليب وتخزينه وإعطائه. 

يُنتَج الحليبُ ويُخزَّن ضمن غدد داخل نسيج الثدي. 

يتدفَّق الحليبُ من هذه الغدد عبر قنوات خاصَّة إلى الخارج مروراً بالحلمة. 


أسباب وأعراض سرطان الثدي
يُكتشَف الكثيرُ من كتل الثدي من قبل النساء أنفسهن، خلال الفحص الذاتي للثدي. 

كما أنَّ تصوير الثدي الدوري (الماموغرام) يمكن أن يكشف الآفاتِ الصغيرةَ التي لا تظهر عبر الجسِّ باليد. 

تكون معظمُ الكتل التي تُشاهَد في الثدي غيرَ سرطانية. 

لكنَّ الطبيبَ يجب أن يفحصَ الكتلَ كلَّها للتأكُّد من أنَّها غير سرطانية. 


الفحص الطبي
يدرس الطبيبُ تاريخكِ الصحِّي، ويفحص الثديين للتأكُّد من سلامتهما. 

ويمكن أن يطلبَ الطبيبُ إجراء اختبارات أخرى، مثل التصوير بالإيكو والماموغرافي لتشخيص كتل الثدي. 

يمكن أن يطلبَ الطبيبُ أخذَ خزعة من الثدي لمعرفة ما إذا كانت سرطانية. 

يعني إجراءُ الخَزعة استئصال جزء صغير من الكتلة، أو استئصال الكتلة كلِّها، وإرسالها إلى مختبر التشريح المرضي لدراستها وتحديد ما إذا كانت سرطانية. 


إجراء خزعة الثدي
تُؤخَذ خزعةُ الثدي تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام. 

فيما يلي طرقٌ عديدة لأخذ الخزعة. 

عند إجراء الخزعة بالإبرة، يمكن إدخالُ الإبرة في الكتلة لسحب سوائل وعَيِّنات من نسيج الكتلة حتَّى تَخضعَ للتشريح المرضي. وإذا كانت الكتلةُ مليئة بالسائل، فإنَّ الطبيبَ قادر على تفريغها عند الخزع بالإبرة؛ وهذا ما قد يغني المريضةَ عن أيَّة جراحة أخرى.


وعند أخذ الخزعة عن طريق القطع (خزعة اقتطاعيَّة)، يُؤخَذ جزءٌ صغير من الكتلة عبر شقٍّ صغير.


في الخزعة الاستئصالية، يتمُّ استئصالُ الكتلة كلِّها، مع بعض النسيج المحيط بها، وذلك عبر شقٍّ جراحي. ويُعرَف هذا الإجراءُ باسم استئصال الكتلة.


إذا كانت الكتلةُ صغيرة أو عميقة، ولا يمكن تحديدُ موقعها بسهولة، يمكن وضعُ سلك مرن فيها بدلالة الأشعَّة السينية خلال عملية أخذ الخزعة، ثم يتابع الجرَّاحُ السلك حتَّى يصلَ إلى الكتلة. وهذا ما يُعرَف باسم "تحديد الموقع بواسطة السلك". 

يساعد الطبيبُ المريضَة في اختيار نوع خزعة الثدي الذي يناسب حالتك. 

يقوم طبيبُ التشريح المرضي بدراسة عيِّنة من الأنسجة المأخوذة من الكتلة حتَّى يحدِّدَ ما إذا كانت الكتلة سَرَطانية (خَبيثة) أم غير سرطانية (حَميدة). 

إذا كانت الكتلةُ حَميدة (غير سرطانية)، فلا حاجة إلى أيَّة جراحة أخرى. أمَّا إن كانت سرطانية، فقد تستدعي جراحةً أوسع. 

في الخزعات المفتوحة، يتمُّ إجراءُ شقٍّ عميق وصولاً للكتلة. 

يُغلَق الجرحُ بعد انتهاء العملية. 

تتمُّ الخزعاتُ بالإبرة من خلال إدخال إبرة، ولا حاجة للشقِّ الجراحي في هذه الطريقة. 


مخاطر خزعة الثدي
خزعةُ الثدي آمنة جداً. ولكن هناك عدَّة مخاطر ومضاعفات محتملة، رغم ندرتها، وعليك معرفتها تحسُّباً لحدوثها؛ فمن خلال الاطِّلاع عليها، يمكن أن تساعد المريضة الطبيبَ في الكشف المبكِّر عنها. 

تشمل المخاطرُ والمضاعفات ما يتعلَّق بالتخدير، وما يتعلَّق بالجراحة. 

من المخاطر المتعلِّقة بالتخدير: السكتات والفشل الكلوي والتهاب الرئة والخثرات الدموية في الساقين وغيرها. ويناقش طبيبُ التخدير مع المريضة هذه المخاطر بتفصيل أكبر. 

هناك مخاطر تُشاهَد في أيِّ نوع من الجراحة، مثل:
العدوى، سواء أكانت عميقة أو على مستوى الجلد. وقد يستدعي علاجُ العدوى العميقة إعطاء مضادَّات حيوية لفترة طويلة؛ وربَّما احتاج الأمر إلى الجراحة.


النزفُ خلال العملية أو بعدها؛ وهذا ما قد يستدعي نقلَ الدم أو إجراء عملية أخرى. كما يمكن أن يتجمَّع سائلٌ تحت الجلد، وهذا ما يُعرَف بالورم المصلي؛ وقد يحتاج الأمرُ إلى سحبه بالإبرة. ويمكن أن يؤدِّي الورمُ المصلي إلى انفتاح الجرح.


الندباتُ الجلديَّة التي يمكن أن تكونَ مؤلمة أو قبيحة الشكل.



بعد خزعة الثدي
لا حاجة إلى إقامة المريضة في المستشفى عند أخذ الخزعة من الثدي؛ فالمريضةُ تعود إلى بيتها في اليوم نفسه. 

بعد الجراحة، تؤخَذ المريضةُ إلى غرفة الإنعاش، حيث تبقى تحت المراقبة فترة من الزمن. 

عندما تستيقظ المريضةُ، تطلب منها الممرِّضة أن تشرب وأن تقف. 

يجب أن يتولَّى أحدُ الأشخاص إعادةَ المريضة إلى البيت، لأنَّها قد تشعر ببعض النعاس مؤقَّتاً، ولاسيَّما إذا أُجريت العمليةُ تحت التخدير العام. 

يعطي المشرفُ الصحِّي للمريضة بعضَ التعليمات قبل عودتها إلى البيت. ومن هذه التعليمات:
عدم الاستحمام لمدة 48 ساعة.
وضع كيس من الثلج على مكان الشقِّ، فهذا قد يخفِّف من التورُّم ومن الألم.


احرصي على إبلاغ طبيبك إذا لاحظت أعراضاً جديدة، مثل الحمَّى أو النزف أو الألم الشديد أو الوهن أو التورُّم أو العدوى. 


الخلاصة
تعاني ملايينُ النساء من ظهور كتل في الثدي. ويجب دراسةُ هذه الكتل للتأكُّد من أنَّها غير سرطانية. 

تساعد خزعةُ الثدي على معرفة ما إذا كانت كتلةُ الثدي سرطانية أم لا. 

تعدُّ عملية أخذ خزعة من الثدي إجراء آمناً جداً. كما أنَّ المخاطر والمضاعفات الناجمة عنها نادرة للغاية. ولكنَّ معرفتها تفيد في الكشف المبكِّر عنها ومعالجتها

0 التعليقات:

إرسال تعليق