الثلاثاء، 5 مايو 2015

سرطان المتوسطة



يُطلَقُ على النسيج الذي يُبطِّن الرِّئتين والمعدة والقلب وأعضاء أخرى اسم المُتَوَسِّطَة. وَرَمُ المُتَوسِّطَة هو سَرَطان في ذلكَ النَّسيج. إنَّه نادر، غيرَ أنَّه نوعٌ خطير من السَّرطان. يبدأ المرضُ في الرِّئتين عادةً، لكن يمكنُ أن يبدأ أيضاً في البطن أو أعضاء أخرى. يكونُ مُعظمُ الذين يُصابون بوَرَم المُتوسِّطة قد عملوا في مِهَن يَستَنشقون فيها جُزيئات الأسبَست. قد يَستغرق الأمرُ مُدَّة طويلة، نحوَ 30-50 سنة، بين التَّعرُّض للأسبَست وبينَ الإصابة بالمرض. يَتضمَّن العلاج الجراحَة أو الإشعاع أو المُعالجة الكيميائيّة أو كلَّ المعالجات الثلاث. 
مُقدِّمة
وَرَمُ المُتَوسِّطَة نوعٌ من السَّرَطان، وهو يبدأُ في النَّسيج الذي يُبطِّن الرِّئتين والمَعِدَة والقَلب وأعضاء أخرى. يُطلَق على هذا النَّسيج اسم المُتَوَسِّطَة. سبقَ لمعظم الأشخاص الذين يُصابون بهذا النَّوع من السَّرطان أن استنشقوا الأسبَست في العمل. قد يَستغرق ظهورُ المرض مُدَّةً طويلة، فقد يستغرقُ ذلك 30-50 سنة. يَشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي وَرَم المُتَوسِّطَة، وهو يَتحدَّث عن أسباب وأعراض هذا النَّوع من السَّرطان. وهو يُغطِّي كذلك التَّشخيص والخيارات العلاجيَّة. 
السَّرَطان
يتألَّف الجسمُ من خلايا صغيرة جدَّاً. تنمو الخلايا الطَّبيعيَّة في الجسم، وتموت بطريقةٍ مَضبوطة. تظلُّ الخلايا تتكاثر وتنمو أحياناً، دون أن يَستطيع الجسمُ ضَبطَها؛ فيتسبَّب هذا بِوَرَم. والوَرم هو نموٌّ شاذٌّ. لا يهاجم الوَرَمُ الحَميد ويغزو أنسجة وأجزاء الجسم المجاورة. الأورام الحميدة ليست سَرَطاناً، وليست مُهدِّدة للحياة عادة. يَغزو الورمُ الخَبيث أنسجة وأجزاء الجسم المُجاورة، ويُسمَّى أيضاً بالسَّرطان. تستطيعُ الخلايا السَّرطانيَّة أن تنتشرَ لأجزاء مُختلفة من الجسم. إنها تَنشرُ من خلال الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيَّة. اللِّمف سائلٌ رائقٌ ينتجه الجسم ينزَحُ الفضلات منَ الخلايا. وهو ينتقلُ عبر أوعِيَة خاصّة وبُنى لها شكل حبّة الفاصولياء اسمها العُقَد اللمفيَّة. يستطيعُ السَّرَطانُ أن ينتقلَ من نسيجٍ ما إلى أجزاء جسميّة أخرى. ويُسمّى هذا بالسّرَطان النّقيليّ؛ فقد يبدأ سَرطان مَثلاً في بِطانَة البطن، يمكنُ أن يَنمو الورم مُجتازاً العَضَلات البطنيّة. ويمكنه بعدَ ذلك الانتشار إلى الأنسجة المُجاورة بمرور الوَقت. تُعطَى السّرطانات في الجسم أسماء، وترتكز الأسماء على المكان الذي بدأ السَّرطان منه. هناك أنواع مختلفة من وَرَم المُتَوسِّطَة. وسوف يُسمّى دوماً وَرَم المُتَوسِّطَة الجَنبيّ فيما لو بدأ في البطانة التي تُغطِّي الرّئة أو الجَنبَة. وتكون هذه هي الحال حتى لو انتشر إلى أماكنَ أخرى. 
وَرَم المُتَوسِّطَة
وَرَمُ المُتَوسِّطَة سرطانٌ لنسيج في الجسم يُبطِّن أعضاء مُعيّنة. ويُسمَّى هذا النسيج بالمُتَوسِّطَة. وهو يُغلِّف:
الرّئتين.
المعدة.
القلب.
أعضاء أخرى.
وَرَم المُتَوسِّطَة سرطانٌ نادر الحُدوث لكنَّه نوعٌ خطير. ويبدأ غالباً في الرّئتين، غيرَ أنّه قد يبدأ أيضاً في البطن أو أعضاء أخرى. لكلّ نَوع من وَرَم المُتَوسِّطَة اسمٌ مُختلف. يبدأ النّوع الأكثر شيوعاً في النَّسيج المحيط بالرّئتين، وهو يُسمّى بوَرَم المُتَوسِّطَة الجَنبيّ. الأنواع الأخرى أقلّ شيوعاً، وهي قد تبدأ في الأنسجة المحيطَة بـ:
البطن.
القلب.
الخَصيَتين.
يكونُ مُعظم الذين يُصابون بوَرَم المُتوسِّطة قد عملوا في مِهَن يَستَنشقون فيها الأسبَست. قد تستغرق الإصابةُ مُدَّة طويلة بعد التَّعَرُّض، حتى أنّه قد يحتاج إلى 30-50 سنة. 
الأسباب وعَوامل الخُطورة
السّببُ الرّئيسيُّ لوَرَم المُتَوسِّطَة هو التعرُّض طويل الأمد للأسبَست. الأسبَست هو مجموعة من المَعادن، ويأتي على شكل ألياف رقيقة. ويُستخدَم في:
بطانات الفرامل.
الإسمنت.
الملابس والقماش.
مُنتجات الأرضيَّات.
العَزل.
أغطية السَّقف.
قد يَستنشق البشر الأسبَست المُفكَّك أو المهترئ، لتدخلَ الألياف إلى الرِّئتين. وهذا قد يُسبّب وَرَم المُتَوسِّطَة. كما أنَّه قد يُسبِّب سَرطان الرِّئة. وقد يُسبِّب الأسبَست أنواعاً أخرى من السَّرطان فيما لو اُبتلع. يكون أشخاصٌ مُعيَّنون تحت خُطورة مُرتَفعة للإصابة بوَرَم المُتَوسِّطَة بسبب العمل الذي يُزاولونه. ومن الأمثلة:
العاملون في تَعدين الأسبَست أو طَحنِه أو صِناعَة منتجاته.
العاملون في معامل الغَزل.
العاملون في صناعة السُّفن.
العاملون في صناعة التَّسخين والتدفئة والبناء.
لا يبدو أنَّ التَّدخين يرفع خطورة الإصابة، إلاَّ أنَّ التَّدخين واستنشاق الأسبَست يرفع كثيراً من خطورة سَرَطان الرِّئة. 
الأعراض
قد يَبدأ وَرَم المُتَوسِّطَة في أجزاء مُختلفة من الجسم. الأعراض لَيسَت نفسها لجميع أنواع السَّرطان. إنَّها تعتمد على أين ابتدأ السّرطان في الجسم. يمكن أن تتضمَّن الأعراض عندما يبدأ السَّرطان في النَّسيج الذي يُحيط بالرّئتين ما يلي:
ألم صدر تحت القفص الصّدري.
سُعال مؤلم.
ضيق النَّفس.
نقص وَزن غير مُفسَّر.
كُتل نسيجيّة غير اعتياديّة تحت الجلد المُغطّي للصّدر.
قد يَتسبَّب سَرطانُ الأنسجة في البطن بما يلي:
ألم بَطنيّ.
تَورُّم بَطنيّ.
كتل نسيجيّة في البطن.
نقص وَزن غير مُفَسَّر.
لا يُعرَفُ الكثير عن أعراض الأنواع الأخرى من وَرَم المُتَوسِّطَة. الأنواعُ الأخرى نادرةٌ جداً. يجب التَّحدثُ مع مُقدِّم الرعاية الصّحيّة عندَ مُلاحظة أية تغيُّرات. 
التَّشخيص
سيحاول مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة أن يَكتشِف فيما إذا كان السَّرطان هو سَبب الأعراض. قد يكون السَبب غير ذلك. سَيسألُ مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة عن التَّاريخ الطبّيّ العائليّ، وسوف يَسأل عن الأعراض أيضاً، وسيجري فحصاً جسديّاً. يمكن استخدام فُحوص دمويّة أيضاً لاستبعاد الأسباب الأخرى. قد يتشابه وَرَم المُتَوسِّطَة وسَرَطان الرّئة. من الصّعب أحياناً معرفة الفارق بينَ الاثنين. ويمكنُ استخدام فحوص وإجراءات مُعيّنة لمعرفة فيما إذا كان السّرطان هو سبب الأعراض. وإذا كان السَّرطان السَّبب، يمكن لفحوص أخرى أن تميّز ما نَوعه. قد يطلب الطّبيب فحوص تَصويريّة ليجد المشكلة، وقد تتضمّن الفُحوص التّصويريّة الأشعّة السّينيّة للصّدر والتّصوير المقطعي المُحوسَب. وقد يحتاج المريض إلى فحوص أخرى بحسب ا النتائج. قد يحتاج المريض إلى تَنظير القَصبات. ينظرُ هذا الإجراء لداخلَ الرُّغامى والمَسالك الهوائيّة الكبيرة في الرّئتين. يُدخل أنبوب رفيع ومُزوّد بضوء عبر الأنف أو الفم، ثمّ يُوجَّه الأنبوب إلى الرّغامى والرِّئتين. تشتمل الفحوصُ الأخرى على الخَزعَة. تُستأصَل عيّنة صغيرة من النسيج لإجراء الفحص. ويمكن أن يُفحص النّسيج بواسطة المجهر بحثاً عن علامات السّرطان. هذه هي الطريقةُ الأكيدة الوحيدة لتشخيص وَرَم المُتَوسِّطَة. هناك أنواع عديدة للخَزعات. وسوف يقرّر الطبيب أيّ نوع يحتاج إليه المريض. أحد أنواع الخَزعات هو الرَّشف بالإبرة النحيفة. وهو يُستخدَم لإزالة سائل أو قطعة من نَسيج بواسطة إبرة صغيرة تُدخَل إلى الصّدر أو البَطن. 
تَحديد مَرحلة السَّرَطان
سيقوم مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة بتَحديد مَرحلة السَّرطان. تَحديد مَرحلة السّرطان هي مُحاولةٌ لمعرفة فيما إذا كان السَّرطان قد انتَشرَ، وهيَ مُحاولةٌ أيضاً لمعرفة إلى أينَ انتشر السّرطان في الجسم. ليسَ هناك مراحل مُتّفق عليها للأنواع النادرة من وَرَم المُتَوسِّطَة. تُستخدَم المراحل لوَرَم المُتَوسِّطَة الذي يَبدأ في الأنسجة التي تُبطّن الرّئتين. باقي الأنواع ليست كشيوع هذا الورم، ولا يُعرف إلا القليل عنها. تستطيع الأشعّةُ السّينيّة الصّدريّة أن تكشفَ علامات السَّرطان في الصّدر. كما يمكن إجراء فحوص تصويريّة أخرى للبحث عن علامات وَرَم المُتَوسِّطَة في أجزاء أخرى من الجسم. وتشتمل تلك الفحوص على التصوير المقطعي المُحوسب أو التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. تُوصفُ المراحل عادةً باستخدام الأرقام من 1 إلى 4. يُشير الرّقم الأصغر إلى مرحلةٍ أبكر. تحديد مرحلة السَّرطان مُفيدٌ في تحديد أفضل مُقرّرٍ علاجيّ. يُطلَق على المرحلة 1 اسم السّرطان المَوضعيّ. وهذا يعني أنّه مَحدود في منطقة واحدة من بطانة الصَّدر. المرحلة 2 لوَرَم المُتَوسِّطَة قد يكون انتشر لما بعد بطانة الصدر إلى الحجاب الحاجز أو إلى الرّئة نفسها. المرحلة 3 قد تكون انتشرت إلى بُنى أخرى في الصَّدر. قد تتضمّن العُقَد اللمفيّة المُجاورة. المرحلة 4 لوَرَم المُتَوسِّطَة هي سرطانٌ مُتقدِّم، يكون قد انتشرَ بشكلٍ أوسع ضمن الصّدر. كما أنّ السَّرطان قد يكون قد انتشَرَ إلى أماكن بَعيدة من الجسم، مثل الدّماغ. 
العِلاج والعِنَاية الدَّاعمة
يَعتمد علاج وَرَم المُتَوسِّطَة على:
مَرحَلة المَرض.
فيما إذا عولج السُرطان سابقاً.
عُمر المَريض وأعراضه وصحّته العامّة.
قد يَشتمل علاج وَرَم المُتَوسِّطَة على:
الجراحة.
المعالجة الشُّعاعيَّة.
المُعالجة الكيميائيّة.
كما قد تُستخدَم توليفات ما من تلك المعالجات الثلاث. قد تُجرَى الجراحة لاستئصال السَّرطان وبعض النّسيج المُعافى المُحيط به. كما قد تُستخدَمُ لاستئصال جزء من غِطاء الرّئتين وبِطانة الصَّدر. وفي بعض الأحيان، يجب استئصال كامل إحدى الرّئتين وجزء من بطانة الصَّدر. يَستخدمُ نوعٌ آخر من الجِراحة موادّ كيميائيّة خاصّة. تؤدّي الموادّ الكيميائيّة لحدوث نَسيج ندبي بين طَبقتي الجَنبة. الجَنبة هي النّسيج الذي يُبطّن داخلَ الصَّدر. يُساعد التَّنَدُّب على منع تراكم السَّوائل في تلكَ المنطِقَة. تَستخدم المُعالجة الشُّعاعيّة أشعّة سينيّة مُرتفعة الطَّاقة أو أنواع أخرى من الإشعاع. يَقتل الإشعاع الخلايا السّرطانيّة. هناك نوعان من المٌعالجة الشُّعاعيَّة:
تَستخدم المُعالجة الشُّعاعيّة الخارجيّة آلة خارِج الجسم لإرسال الإشعاع باتّجاه السَّرطان.
تَضعُ المُعالجة الشّعاعيّة الدَّاخليَّة أشياء تحوي كميّات صغيرة من الإشعاع داخل السَّرطان أو جواره.

تَستخدِمُ المُعالجة الكيميائيّة أدويةً لإيقاف نموّ الخلايا السّرطانيّة. ويُمكن استخدام أكثر من دواء واحد، ويُطلق على هذا اسم تَوليفَة مُعالجة كيميائيّة. ويَعتمدُ النّوع المُستخدَم على نوع ومَرحَلة السَّرطان المُعالَج. يمكن أن تُؤخَذ المُعالجة الكيميائيّة فَمويّاً. كما قد تُحقن في وريد أو عَضلة. وهذا يسمحُ للأدوية بقتل الخلايا السَّرطانيّة في كلّ مَكان منَ الجسم. كما يمكن وضع المُعالجة الكيميائيّة مُباشرة داخل عضو أو مَنطقة جَسديّة مُعيّنة. يقتلُ هذا الخلايا السَّرطانيّة في تلك المَناطق بشكلٍ رئيسيّ. يمكن أن يكونَ هناكَ تَجارب سريريّة لعلاج المُصابين بوَرَم المُتَوسِّطَة. تختبرُ التَجارب السَّريريّة أساليب وعلاجات طبيّة حديثة. قد يُؤدّي وَرَم المُتَوسِّطَة وعلاجه إلى مشاكل صحيّة أخرى، لذلك من المُهمّ الحصول على عناية داعمة قبل علاج السّرطان وفي أثنائه وبعده. العناية الدَّاعمة هي علاج بهدف:
ضبط الأعراض.
تخفيف الأعراض الجانبيّة للعلاج.
المساعدة على التّعامل مع الانفِعالات.
يتسبّب السرطان وعلاجه أحياناً بالألم. تتعامل المُعالجة الدّاعمة أيضاً مع تَسكين الألم. قد يَقترح مُقدِّم الرعاية الصّحيّة طرق لتخفيف الألم. وقد يحتاج المريض إلى مُراجعة اختصاصيّ ضبط الألم. 
الخُلاصة
وَرَم المُتَوسِّطَة نوعٌ نادر من السّرطان, وهو يبدأ في خلايا المُتَوسِّطَة. المُتَوسِّطَة هو النَّسيج الذي يبطّن الرِّئتين والمعدة والقلب وأعضاء أخرى. يكونُ مُعظم الأشخاص الذين يُصابون بوَرَم المُتوسِّطة قد عملوا في مِهَن يَستَنشقون فيها الأسبَست. قد يَستغرق الأمرُ نحوَ 30-50 سنة حتى يظهر السَّرطان. تعتمدُ أعراض وَرَم المُتَوسِّطَة على مكان بِدء السَّرطان. وهو يبدأ غالباً في الرِّئتين. قد تتضمن الأعراض ألماً صدرياً أو بطنياً ونقص وزن غير مفسَّر. يُشخَّص وَرَم المُتَوسِّطَة باستخدام الفحص الجسديّ والفحوص التًّصويريّة والخزعة. كما قد يُستخدَم تنظير القَصبات خلال التّشخيص لفحص المَسلَك الهوائيّ. تتوافر أنواع مُختلفة من العلاجات للمُصابين بوَرَم المُتَوسِّطَة. وقد يَختارُ المريض أحياناً الانضمام لتجارب سريريَّة لتجريب أشكال عِلاج جَديدَة. تُستخدَمُ ثلاثة أنواع من العلاج المعياريّ:
الجراحة.
المعالجة الشُّعاعيَّة.
المُعالجة الكيميائيّة

0 التعليقات:

إرسال تعليق