سرطانُ الرئة هو السببُ الرئيسي للوفاة بالسرطان لدى النساء في المملكة المتَّحدة، وهو يقتل من النساء في كلِّ عام أكثرَ من سرطان الثدي.
جرى تشخيصُ أكثر من 17900 امرأة مصابة بسرطان الرئة في المملكة المتحدة في عام 2008، على سبيل المثال، ممَّا يجعله ثالثَ أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء بعدَ سرطان الثدي وسرطان الأمعاء.
إنَّ سرطانَ الرئة عند الرجال آخذٌ في الانخفاض، لكنَّ معدَّلَ سرطان الرئة عند النساء لا يزال مرتفعاً؛ فبين عامي 1993 و 2008، انخفضت حالاتُ الإصابة بسرطان الرئة عند الرجال بمقدار الثلث تقريباً، في حين ارتفعت نسبةُ الحالات عند النساء بمقدار 11٪.
وفقاً لأبحاث السرطان في المملكة المتَّحدة في عام 1950، كانت هناك حالة سرطان رئة واحدة عندَ النساء مقابل ستِّ حالات سرطان رئة عند الرجال؛ إلاَّ أنَّ هذه النسبةَ أصبحت الآن ثلاث حالات سرطان رئة عند النساء مقابلَ أربع حالات سرطان رئة عند الرجال.
زيادة معدَّلات التدخين عندَ النساء
إنَّ الفرقَ هو بسبب التدخين؛ فعلى مدى العقود القليلة الماضية، أقلع الرجالُ عن التدخين على نحوٍ متزايد، وانخفض تبعاً لذلك خطرُ الإصابة بسرطان الرئة لديهم.
إلا أنَّ النساءَ لم يقلعن عن التدخين بالمعدَّلات نفسها التي هي عند الرجال. وفي الواقع، تقوم النساءُ الشابات بالتدخين الآن أكثر من الشبان في بعض البلدان، حيث وجدت إحدى الدراسات زيادةً في التدخين بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16-25 بنسبة 5٪ منذ عام 1992.
إنَّ الفتيات الصغيرات، على وجه الخصوص، هنَّ أكثر تقبُّلاً لهذه العادة شيئاً فشيئاً.
تدخِّن فتاةٌ واحدة من بين كلِّ أربع فتيات بعمر 16 سنةً مقابل فتى واحد من بين كلِّ خمسة فتيان من العمر نفسه في إنكلترا مثلاً. وتبلغ نسبةُ التدخين المنتظم عند الفتيات بعمر 15 سنةً 16٪ مقابل 14٪ عند الفتيان.
لقد ازدادت نسبةُ المدخِّنات بعمر دون 16 سنةً من 28٪ في عام 1992 إلى 37٪ في عام 2009. في حين ظلَّت هذه النسبةُ عند حوالي 40٪ عند الرجال خلال الفترة نفسها، وفقاً لإحصاءات السرطان في المملكة المتحدة.
ومع كلِّ ما ذكر، فالتدخينُ ليس إلاَّ مجرَّد جزء من قصَّة سرطان الرئة؛ فهناك نسبةٌ عالية من سرطان الرئة في النساء تحدث عند اللواتي لم يُدخِّنَّ أبداً (واحدة من كل ست نساء). هناك اختلافاتٌ مهمة أخرى بين الجنسين تجعل المرأةَ أكثرَ عرضةً لسرطان الرئة من الرجل.
الرئتان عند المرأة هما أكثر استعداداً للمرض
أشارت عدَّةُ دراسات إلى أنَّ النساء أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الرئة من الرجال. والمدخِّنات هنَّ أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الرئة من المدخِّنين الذكور بمقدار الضعفين، حتَّى عندما يُدَخِنَّ عدداً أقلَّ من السجائر وخلال فترة زمنية أقصر، حتى إنَّ خطرَ الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخِّنين يبقى أعلى عند النساء منه عندَ الرجال.
إنَّ السببَ وراء هذه الظاهرة غير واضح، ولكنَّه قد يكون وراثياً، اكتشف العلماءُ أنَّ الجين الذي يسرِّع نموَّ سرطان الرئة يكون أكثر نشاطاً عند النساء. وقد اقترحت الدراساتُ أيضاً أنَّ الهرمون الأنثوي، الإستروجين، قد يمارس دوراً في ظهور سرطان الرئة بين النساء.
النساء أكثر إدماناً بالنسبة للتدخين
تميل النساءُ إلى استصعاب مسألة الإقلاع عن التدخين أكثر مما هي الحال بالنسبة للرجال، حسب بعض الدراسات؛ ومعدَّلُ الانتكاس لديهنَّ يكون أعلى، كما أنَّ نسبةَ نجاحهنَّ باستخدام المواد المعيضة عن النيكوتين كالعلكة مثلاً هي أقل بكثير.
يعتقد العلماءُ أنَّ الاعتمادَ الجسدي على النيكوتين لدى المرأة هو أقلُّ ممَّا لدى الرجل، ولكنَّ الإدمانَ السلوكي أو النفسي على النيكوتين لدى المرأة هو أكثر ممَّا لدى الرجل، وهذا هو النوعُ الأكثر صعوبةً من الإدمان للتحرُّر منه.
وهناك حقيقةٌ مفيدة للنساء اللواتي يحاولن الإقلاعَ عن التدخين، وهي أنَّ احتمالَ نجاحهنَّ بترك التدخين أكبر بمرَّتين من الرجال فيما إذا أوقفن التدخين في النصف الثاني من الدورة الشهرية، حيث يُمكن للمستويات العالية لهرمون البروجستيرون في مجرى الدم في هذه المرحلة من الدورة أن تساعدَ على إخراج النيكوتين من الدورة الدموية للمرأة بشكلٍ أسرع، ممَّا يقلِّل من الأعراض الانسحابية التي تحدث بعدَ ترك التدخين.
أخبار سارَّة
ليست كلُّ الأخبار سيِّئة بالنسبة للنساء، فهناك أخبار إيجابية:
تشير الأدلَّةُ إلى أنَّ المرأة عندما تقلع عن التدخين، تتعافى رئتاها بسرعة أكبر من رئة الرجل.
تعيش النساءُ المصابات بسرطان الرئة عادةً أكثر من الرجال المصابين بهذا المرض.
0 التعليقات:
إرسال تعليق