الجمعة، 29 مارس 2019

الفجل

نجح فريق بحثي مصري في استخلاص مستحضر بيولوجي من الفجل المصري له القدرة على السيطرة على الأورام السرطانية وإزالتها بنسبة 51.4%، وذلك بعد تجربته على خلايا الأورام الناتجة عن سرطان الثدي معملياً خارج الجسم.

وأثبتت الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقسم التغذية في كلية الاقتصاد المنزلي في جامعة المنوفية احتواء مستخلصات الفجل على العديد من المركبات الكيميائية الطبيعية المعروفة ب "الفيتو كيماويات" وتشمل "الأيسوثيوسيانيات" والمركبات والأحماض الفينولية والتي ثبت معملياً أنها تحد من تكون الخلايا السرطانية ومركبات "الفلافينويدات" والمعروفة بقدرتها على تدمير الخلايا السرطانية قبيل نشأتها ومركبات التربينات والتي تبطل مفعول الهرمونات الأسترودية التي تشجع بعض الخلايا في الجسم إلى التحول السرطاني.

وأفادت الدراسة بأن مستخلصات الفجل احتوت على العديد من الفيتامينات الهامة منها مجموعة فيتامين "ب" المركب و"البياكاروتين" وفيتامين "ج" التي تعد مواد ضرورية تحافظ على الأنسجة الخلوية وتقوم بدور مانع لنمو الخلايا السرطانية

الخميس، 14 مارس 2019

سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا



 سرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو نمو لخلايا غدة البروستاتا لدى الذكر والموجودة أسفل المثانة، ويؤدي لورم في البروستاتا. يُصيب سرطان البروستاتا الرجال كبار السن، وهو السرطان الأكثر انتشاراً لدى الرجال. قد يؤدي سرطان البروستاتا الى أعراض عديدة كعسر البول، الحاح البول وضعف الانتصاب. لسرطان البروستاتا القدرة على الانتشار ويُصيب عندها أعضاء أخرى كالعظام والرئتين. رغم أن سرطان البروستاتا شائع جداً، الا ان حالات عديدة لا تُكتشف ولا يتم تشخيصها. يُمكن علاج سرطان البروستاتا بعدة امكانيات علاج، أبرزها المعالجة الجراحية لاستئصال الورم. كما أن العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي، والعلاج بالهرمونات متوفرة لعلاج سرطان البروستاتا.

رغم أن الكثير من الرجال يتم تشخيصهم بسرطان البروستاتا، الا أن مُعظمهم لا يموت من سرطان البروستاتا انما من أسباب أخرى قبل أن يتقدم سرطان البروستاتا.

يُصيب سرطان البروستاتا ما يُقارب 8-10% من الرجال.

البروستاتا

 البروستاتا هي غدة من غدد الجهاز التناسلي لدى الرجل. تقع البروستاتا في الحوض، أسفل المثانة وفوق المُستقيم. تُحيط البروستاتا بالاحليل (أي قناة البول- Urethra).  تحوي البروستاتا نسيج من الخلايا الغدية، والتي تعمل على افراز سائل ينضم للحيوانات المنوية ويحملها أثناء عملية القذف، ومن الخلايا الغدية غالباً ينشأ سرطان البروستاتا. كما أن البروستاتا تحوي نسيج مكون من النسيج الضام والعضلات، والموجود بين النسيج الغدي. البروستاتا تلعب دوراً مُهماً في انتصاب القضيب. يكبر حجم البروستاتا وتتكاثر خلاياها تحت تأثير الهرمون الذكري، التوستسترون (Testosterone). تحوي البروستاتا على عدة أجزاء:

المنطقة الانتقالية (Transition Zone): وهي المنطقة الأقرب للاحليل والتي تُحيط به.
المنطقة المركزية (Central Zone): وهي المنطقة الوسطى.
المنطقة المحيطية أو الخلفية (Peripheral Zone): وهي المنطقة الأقرب للمستقيم والأبعد عن الاحليل. غالباً ما ينشأ سرطان البروستاتا من هذه المنطقة.
يُمكن فحص البروستاتا خلال الفحص الجسدي، وذلك عندما يُدخل الطبيب اصبعه الى المستقيم ويمكنه جس البروستاتا وخاصةً المنطقة الانتقالية.

عوامل خطورة سرطان البروستاتا

الجيل: جميع الرجال مُعرضون للاصابة بسرطان البروستاتا، لكنه نادراً ما قد يحدث قبل سن الخمسين.

العرق: يلعب العرق دوراً في سرطان البروستاتا، الا انه جانبياً. حيث أن سرطان البروستاتا مُنتشر في الغرب أكثر من دول الشرق، وخاصةً لدى سود البشرة.

التغذية: للتغذية أهمية في زيادة خطورة سرطان البروستاتا، حيث أن التغذية المليئة بالدهنيات والفقرة بالخضراوات والألياف تزيد من احتمال الاصابة بسرطان البروستاتا.

التاريخ العائلي: وجود سرطان البروستاتا لدى أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أي الأخ أو الأب)، يزيد من احتمال الاصابة بسرطان البروستاتا. تُشير الدراسات أن 5-10% من حالات سرطان البروستاتا هي عائلية.

الهرمونات الذكرية- التوستسترون (Testosterone): هو العامل الأهم لتكاثر خلايا البروستاتا، وبدونه لا يستطيع السرطان أن ينشأ. يعني الأمر أن الرجال اللذين لا يُفرزون الهرمون لأسباب أو أخرى (كاستئصال الخصية مثلاً) لا يُصابون بسرطان البروستاتا.

أعراض وعلامات سرطان البروستاتا

 نظراً لأن سرطان البروستاتا حالة شائعة، فان اختبارات تحري سرطان البروستاتا واكتشافه في مراحله المُتقدمة قبل انتشاره تُجرى بشكل منتظم في العديد من الدول بعد سن الخمسين. لهذا السبب فان الكثير من حالات سرطان البروستاتا تُكتشف قبل ظهور الأعراض وكثيراً ما تكون عديمة الأعراض. الا أن سرطان البروستاتا قد يؤدي لأعراض عديدة، أبرزها:

الحاح البول (Urgency): أي الحاجة المُلحة لتبول.
عسر البول (Dysuria): أي صعوبة في افراز البول.
بطئ سيل البول: حيث قد يكون سيل البول بطيئاً وقد يسيل البول كقطرات.
تظهر أعراض عديدة ترتبط بافراز البول، وذلك بسبب تضييق سرطان البروستاتا للاحليل.
ضعف الانتصاب: حيث أن القضيب لا ينتصب أو أنه من الصعب الحفاظ على الانتصاب باستمرار. يؤدي الأمر الى عدم قدرة القيام بالوظيفة الجنسية.
البيلة الدموية (Hematuria): أي ظهور الدم في البول وقد يكون البول احمر اللون ويُمكن رؤيته بالعين المُجردة. أو أن البول قد يحوي كريات الدم الحمراء، ويُمكن اكتشافها فقط في اختبار تحليل البول وفحصه تحت المجهر، وتُسمى الحالة ببيلة الدم المجهرية (Microscopic Hematuria). تظهر البيلة الدموية بسبب نزف السرطان الى داخل الاحليل.
وجود الدم في السائل المنوي عند افرازه: وذلك بسبب نزف السرطان الى داخل الاحليل.
نادراً ما يؤدي سرطان البروستاتا الى البيلة الدموية أو لوجود الدم في السائل المنوي، الا أن وجود الدم في السائل المنوي يُعتبر من أهم الأعراض المميزة لسرطان البروستاتا.

خلال الفحص الجسدي فان الفحص الأهم هو فحص البروستاتا، حيث يُمكن جسها بعد أن يُدخل الطبيب اصبعه من فُتحة الشرج الى المُستقيم. عندها يستطيع الطبيب ملامسة البروستاتا وجس الأورام اذا ما وجدت. ليست كل أورام سرطان البروستاتا يُمكن جسها خلال الفحص الجسدي.

انتشار سرطان البروستاتا

 ان سرطان البروستاتا ذو قدرة على الانتشار. وقد ينتشر سرطان البروستاتا موضعياً، أو ينتقل الى الأوعية الدموية واللمفاوية لينتشر الى أعضاء تبعد عن البروستاتا.

العقد اللمفاوية (Lymph Nodes): وغالباً ما ينتشر سرطان البروستاتا الى العقد اللمفاوية الموجودة حول البروستاتا.
العظام: أكثر الأعضاء عرضة للاصابة بنقائل سرطان البروستاتا. وقد تُصاب العظام الطويلة أو الفقرات ويؤدي الى ألم في العظام أو في الظهر، أو لكسور.
أعضاء أخرى قد تُصاب وتؤدي لأعراض تتعلق بالعضو المصاب: المُستقيم، المثانة، الرئتين، الكبد وأخرى.
رغم قدرة سرطان البروستاتا على الانتشار الا أن حالات عديدة تُكتشف قبل انتشاره. 

تحري سرطان البروستاتا

 بما أن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، تبرز الحاجة الى اكتشافه مُبكراً وعلاجه قبل انتشاره. لذا فهناك حاجة لاختبارات تحري مُبكرة. اختبارات التحري هي اختبارات قادرة على تشخيص سرطان البروستاتا قبل ظهور الأعراض.

المستضد البروستاتي النوعي (PSA- Prostate Specific Antigen): هو بروتين تُنتجه خلايا غدد البروستاتا، وتُفرزه الى الدم. غالباً ما نجد المستضد البروستاتي النوعي في دم الرجال، الا أنه يكون بكمية قليلة. في حال اضطرابات البروستاتا وخاصةً سرطان البروستاتا، فان المستضد البروستاتي النوعي يرتفع في الدم. يُمكن اجراء اختبار دم بسيط وفحص نسبة المستضد البروستاتي النوعي في الدم. يُعتبر المستضد البروستاتي النوعي أهم الاختبارات لتحري سرطان البروستاتا. رغم اسمه، فان المستضد البروستاتي النوعي يفتقد للنوعية، ويُمكن أن يرتفع في أمراض أخرى تُصيب البروستاتا. كما أن نسبة المستضد البروستاتي النوعي الغير مُرتفعة لا تنفي وجود سرطان البروستاتا.

ان ارتفاع نسبة المستضد البروستاتي النوعي لا يعني سرطان البروستاتا، لكن لا يعني الأمر تجاهله. اذا ما كانت النسبة مُرتفعة، يجب القيام باختبارات أخرى للتأكد من وجود سرطان البروستاتا او نفيه. أهم الاختبارات هي الخزعة (Biopsy) أي استخراج عينة من البروستاتا، والتي من المفضل اجرائها اذا ما كان المستضد البروستاتي النوعي مُرتفع جداً.

يُستخدم المستضد البروستاتي النوعي أيضاً لمتابعة المريض بعد العلاج، وارتفاعه بعد علاج سرطان البروستاتا قد يدل على تنكس سرطان البروستاتا أو انتشاره.

تختلف التوصيات للقيام بالتحري في الدول المختلفة، وبعض الدول لا تُجري التحري أبداً. عليك استشارة الطبيب لأجل التقرير اذا ما كانت هناك حاجة للقيام باختبارات التحري. يُنصح بالبدء بالتحري عند جيل الخمسين، واختبار المستضد البروستاتي النوعي مرة في السنة، واجراء الخزعة اذا ما كانت هناك حاجة لذلك.

تشخيص سرطان البروستاتا

 عدا عن التاريخ المرضي والفحص الجسدي للبروستاتة فان اختبارات عديدة لها أهمية في تشخيص سرطان البروستاتا. كما ان الاختبارات تُستخدم لتصنيف مراحل سرطان البروستاتا، واكتشاف انتشاره في الجسم اذا ما وجد. يتم اجراء الاختبارات اذا ما وجدت أعراض، أو علامات في الفحص الجسدي، أو ارتفعت نسبة المستضد البروستاتي النوعي في الدم. أهم الاختبارات المُستخدمة هي:

التخطيط فوق الصوتي عبر المُستقيم (TRUS- Trans Rectal Ultrasound): عبارة عن جهاز تخطيط فوق صوتي، يتم ادخاله الى المستقيم من فتحة الشرج، ويُمكن من خلاله رؤية البروستاتا. يُستخدم اختبار التخطيط فوق الصوتي لتحديد حجم البروستاتا، تحديد وجود أورام في البروستاتا وأيضاً لاجراء الخزعة.
خزعة البروستاتا (Prostate Biopsy): الاختبار الأهم لتشخيص سرطان البروستاتا، حيث لا يُمكن تشخيص سرطان البروستاتا دونه. يتم اجراء الخزعة خلال اختبار التصوير فوق الصوتي عبر المُستقيم، حيث يتم ادخال حُقنة الى المُستقيم واستخراج عينة من البروستاتا. بعد ذلك يتم فحص العينة تحت المجهر في المُختبر، مما يجعل تشخيص سرطان البروستاتا أكيداً. قبل الاجراء فان الطبيب سيحقن الشرج وما حوله بمواد تخدير موضعية وذلك لتخفيف الألم الناتج من الاجراء. قد يؤدي الاجراء الى أعراض جانبية كالبيلة الدموية أو وجود الدم في السائل المنوي خلال الأيام القادمة وغالباً ما تزول هذه الأعراض بعد عدة أيام، أو التهاب البروستاتا.
 التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): الهدف من هذا الاختبار التصويري هو تشخيص انتشار سرطان البروستاتا الى أعضاء أخرى كالعظام، العقد اللمفاوية والكبد.
مسح العظام (Bone Scan): أحد الاختبارات التصويرية والتي هدفها تشخيص انتشار سرطان البروستاتا في العظام.
توجد اختبارات أخرى قد تُساعد مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وهو أقل استعمالاً.
تصنيف مراحل وتدريج سرطان البروستاتا

 بعد تشخيص سرطان البروستاتا من المهم اجراء تصنيف مراحل سرطان البروستاتا، حيث أن سرطان البروستاتا له عدة مراحل، وتختلف المراحل في انتشارها وعلاجها. يتم تصنيف سرطان البروستاتا الى أربعة مراحل وذلك تبعاً للمعايير التالية:

حجم سرطان البروستاتا ومدى اختراقه لجدار البروستاتا.
انتشار سرطان البروستاتا للعقد اللمفاوية.
انتشار سرطان البروستاتا للأعضاء الأخرى كالكبد والعظام.
المرحلة الأولى هي المرحلة التي يكون فيها السرطان موضعياً، بينما المرحلة الرابعة هي التي يكون فيها السرطان مُنتشراً في أعضاء الجسم. يُمكن تصنيف سرطان البروستاتا الى موضعي – حتى المرحلة الثانية أو مُنتشر من المرحلة الثالثة أو أكثر.

بالاضافة الى تصنيف مراحل سرطان البروستاتا، يوجد تصنيف لدرجات سرطان البروستاتا. يُسمى تصنيف درجات سرطان البروستاتا بتدريج غليسون (Gleason Grade). ويتم تدريج سرطان البروستاتا وفقاً لمعايير عديدة خلال فحص العينة بالمجهر. يتكون تدريج غليسون من 10 درجات حيث أن:

الدرجات 1-4 هي درجات مُنخفضة (Low Grade).
الدرجات 5-7 هي متوسطة.
الدرجات 8-10 هي درجات عالية (High Grade).
كلما تقدم تدريج غليسون، كان السرطان أشد وزادت الخطورة لتنكسه، وقل احتمال علاجه والشفاء منه.

علاج سرطان البروستاتا

 ان علاج سرطان البروستاتا يختلف وفقاً لمرحلة سرطان البروستاتا. حيث أن العلاج يختلف بين الحالات الموضعية (حتى المرحلة الثانية)، والحالات المُنتشرة والمُتقدمة (المرحلة الثالثة والرابعة).

امكانيات العلاج المتوفرة هي:

المُعالجة الجراحية لاستئصال الورم.
العلاج بالأشعة، ويشمل العلاج الموضعي أيضاً.
العلاج الهرموني.
العلاج الكيميائي.
المُعالجة الجراحية

هدف العمليات الجراحية هو استئصال الورم من البروستاتا، واستئصال النسيج الطبيعي المُحيط به لتقليل احتمال تنكس سرطان البروستاتا العملية الجراحية الأبرز هي استئصال البروستاتا الجذري (Radical Prostatectomy).

استئصال البروستاتا الجذري (Radical Prostatectomy): عملية جراحية لاستئصال البروستاتا، الحويصلات المنوية (Seminal Vesicle) وأحياناً يتم استئصال العقد اللمفاوية. يتم اجراء العملية بالتخدير الكلي.يُمكن اجراء العملية كعملية مفتوحة والتي يتم فيها شق البطن، أو بواسطة الروبوت وعندها تكون المضاعفات أقل من العملية المفتوحة.

أهم مضاعفات العملية الجراحية هي:

العقم: وذلك اثر استئصال الحويصلات المنوية.
سلس البول (Urinary Incontinence): أي تسرب البول من الاحليل. ويظهر سلس البول لدى 50% من المرضى على الأقل، ولكنه يستمر لمدة أسابيع أو أشهر في مُعظم الحالات.
ضعف الانتصاب بسبب اصابة الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب. يُمكن تقليل ضعف الانتصاب باجراء عمليات جراحية أكثر دقة والحفاظ على الأعصاب.
تستمر العملية الجراحية لساعتين على الأقل. تشفي العملية الجراحية من حالات سرطان البروستاتا الموضعي، لذا فانها تُجرى في الحالات الموضعية لسرطان البروستاتا.

العلاج بالأشعة

العلاج بالأشعة يعني توجيه أشعة سينية (X- Ray) عالية الطاقة الى العضو المصاب بالسرطان. يؤدي الأمر الى ضرر للخلايا السرطانية، وبذلك يُسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار.

يُستخدم العلاج بالأشعة لعلاج سرطان البروستاتا الموضعي. يستمر العلاج بالأشعة خمسة أيام في الأسبوع، لمدة 5-8 أسابيع مُتتالية. قد يؤدي العلاج بالأشعة الى أعراض جانبية أهمها:

التهاب المثانة المُومن، مما يؤدي لأعراض كالحاح البول وتعسر البول.
ضعف الانتصاب.
التهاب المُستقيم والذي يؤدي لألم في المُستقيم، اسهال ودم في البراز.
يُمكن العلاج بالأشعة موضعياً، ويُسمى الأمر بعلاج الأشعة الموضعي أو العلاج الكثبي (Brachytherapy). في هذا العلاج فان الطبيب يضع جهاز الأشعة داخل البروستاتا مُباشرة، ومن ثم يتم تشغيل الأشعة. يؤدي علاج الأشعة الموضعي لأعراض جانبية مُشابهة لتلك المذكورة أعلاه.

العلاج الهرموني (Androgen Deprivation Therapy)

نظراً لأن سرطان البروستاتا يحتاج لهرمونات التوستيسترون لكي ينمو، فان حرمان سرطان البروستاتا من هذه الهرمونات يؤدي الى وقف نمو سرطان البروستاتا أو حتى تراجعه. العلاج الهرموني هو مجموعة من الأدوية والتي هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكرية. يُستخدم العلاج الهرموني في الحالات الموضعية المُتقدمة أو في الحالات المُنتشرة من سرطان البروستاتا. ويؤدي الى أعراض جانبية عديدة أهمها:

انخفاض الرغبة الجنسية.
ضعف الانتصاب.
الشعور بهبات الحرارة (Hot Flash).
تثدي الرجل (Gynecomastia): أي كبر الثدي لدى الرجل.
التعرق.
قلة العضلات وضعفها.
زيادة الدهنيات في الجسم.
فقدان الشعر في الجسم.
هشاشة العظام، مما قد يؤدي للكسور.
ارتفاع الاحتمال للاصابة بالسكري.
لا تظهر جميع الأعراض في جميع الحالات، الا أن الأعراض الجانبية قد تظهر وقد يكون بعضها خطراً. نظراً لهذه الأعراض الجانبية، فان الطبيب والمريض عليهم مناقشة ضرورة العلاج سويةً.

أثبتت الدراسات أن العلاج الهرموني يزيد حياة المريض بسنتين على الأقل في الحالات المُنتشرة لسرطان البروستاتا. رغم ذلك، فان نجاعة الأدوية محدودة وذلك لأن بعد مرور 1.5-2 سنوات يُصبح السرطان مقاوم للعلاج الهرموني.

اذا ما فشل العلاج بدواء ما يُمكن استبداله بدواء اخر، أو اضافة نوعية أدوية أخرى، أو اضافة العلاج بالأشعة.

بالاضافة الى العلاج بالأدوية، فان العلاج باستئصال الخصيتين هو طريقة أخرى لتقليل الهرمونات الذكرية، الا أن هذا العلاج يُستخدم في الحالات الحرجة والمُستعجلة والتي تحتاج لعلاج فوري.

العلاج الكيميائي

العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.

يُستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المُتقدمة والمُنتشرة، أو كعلاج اضافي للعمليات الجراحية في الحالات الموضعية. تُستخدم عدة ادوية في العلاج الكيميائي لعلاج سرطان البروستاتا، أهمها أدوية من مجموعة التاكسول (Taxol) والستيرويد.

قد يؤدي العلاج الكيميائي الى أعراض جانبية عديدة كتساقط الشعر، الغثيان والقيء، وخطر الاصابة بالعدوى وفقر الدم.

علاج ألم العظام

قد ينتشر سرطان البروستاتا الى العظام ويؤدي لألم شديد فيها. توجد عدة امكانيات لعلاج ألم العظام في الحالات المُتقدمة وتشمل:

العلاج الهرموني والذي غالباً يكفي لتلطيف الألم.
العلاج بالأشعة ويتم استخدامه كبديل للعلاج الهرموني.
العلاج بأدوية من مجموعة ال Bisphosphonate والتي تقي من كسور العظام وتُلطف الألم.
اختيار العلاج المناسب

يتعلق اختيار العلاج المناسب للمريض، بحالته، مرحلة سرطان البروستاتا، انتشاره، درجته، وأمراض المريض السابقة وقدرته على تحمل الأعراض الجانبية. من المتفق عليه العلاج وفقاً للتوصيات التالية، الا أن هذه التوصيات ليست قواعد ويُمكن ملائمة علاج اخر للمريض، كل حسب حالته.

علاج سرطان البروستاتا الموضعي: الهدف من علاج سرطان البروستاتا الموضعي هو شفاء المريض من سرطان البروستاتا، وتوفير حياة خالية من السرطان للمريض. امكانيات العلاج هي:
  استئصال البروستاتا الجذري (Radical Prostatectomy).

  أو العلاج بالأشعة.

  أو العلاج بالأشعة الموضعية.

  أو متابعة سرطان البروستاتا وترصده.

  العلاج الهرموني أو العلاج الكيميائي كعلاج ضافي لامكانيات العلاج أعلاه.

علاج سرطان البروستاتا المُنتشر: عند علاج سرطان البروستاتا المُنتشر، فان هدف العلاج هو اطالة حياة المريض والحفاظ على مستوى حياة جيد دون الام أو أعراض. امكانيات العلاج هي:
  يبدأ بالعلاج الهرموني.

  أو العلاج بالأشعة.

  أو العلاج الكيميائي عند فشل العلاج الهرموني.

  اضافة امكانيات العلاج لألم العظام.

مُتابعة سرطان البروستاتا وترصده

 من المهم مُتابعة حالات سرطان البروستاتا عن كثب، نظراً لأن سرطان البروستاتا قد يتنكس. بالاضافة الى ذلك فان سرطان البروستاتا الموضعي قد لا يحتاج لعلاج وعندها يُمكن متابعته.

تكمن فائدة المُتابعة كخيار لعلاج سرطان البروستاتا الموضعي في كون سرطان البروستاتا أحياناً بطيء النمو. أي أن الحالات من سرطان البروستاتا من الدرجة المُنخفضة، والتي تظهر لدى المرضى كبار السن، قد لا تحتاج لأكثر من مُتابعة لأن الأعراض الجانبية التي قد تُسببها علاجات كالجراحة والأشعة، أكثر من أعراض السرطان نفسه.

يتم مُتابعة سرطان البروستاتا مرة كل 3 أشهر وتتخلل المتابعة فحصاً جسدياً، اختبار الدم للمستضد البروستاتي النوعي والخزعة في بعض الأحيان. اذا ما أثبتت الاختبارات أن سرطان البروستاتا قد تقدم أو ظهر، يُمكن البدء بعلاجه




























سرطان البنكرياس (Pancreatic Cancer)

سرطان البنكرياس


سرطان البنكرياس (Pancreatic Cancer)
 البنكرياس هو عضو في البطن، ويقع خلف المعدة. سرطان البنكرياس هو سرطان مُميت، مما يجعله السبب الرابع للوفاة في العالم. يؤدي سرطان البنكرياس الى الوفاة في أكثر من 90% من الحالات وذلك بسبب تشخيصه المتأخر، حيث تظهر الأعراض فقط في المراحل المتقدمة، ويكون قد انتشر لأعضاء اخرى. يُصيب سرطان البنكرياس كبار السن وعوامل أخرى تزيد من احتمال الاصابة به كالتدخين والتهاب البنكرياس المزمن. قد يكون سرطان البنكرياس عديم الأعراض أو يؤدي لأعراض كألم البطن واليرقان. يمكن علاج سرطان البنكرياس بالمعالجة الجراحية لاستئصال الورم، أو بالعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. رغم العلاجات المتوفرة فان فقط 5% من المرضى يبقون على قيد الحياة بعد خمسة سنين من التشخيص.


البنكرياس
 يقع البنكرياس في البطن خلف المعدة وبجانب الاثني عشر. يعمل البنكرياس على افراز بعض الهرمونات كالأنسولين والغلوكاغون (Insulin & Glucagon). كما أنه يُفرز عصارات هضمية تُساعد على هضم الطعم. جميع افرازات البنكرياس تنصب في المعي الاثني عشر، حيث تنصب أيضاً افرازات الصفراء. يُقسم البنكرياس الى عدة أجزاء، الرأس وهو الأقرب للاثني عشر، الجسم والذنب وهو الأقرب للطحال. يوجد نوعين من الخلايا في البنكرياس:
خلايا غدد الافراز الخارجي (Exocrine): وهي الخلايا التي تُفرز العصارات الهضمية، وتُركب أيضاً قنوات البنكرياس التي تحمل الافرازات الهضمية.
خلايا الغدد الصماء (Endocrine): وهي الخلايا التي تُفرز الهرمونات كالأنسولين والغلوكاغون، ومنها أنواع عديدة.

أنواع سرطان البنكرياس
 يُصنف سرطان البنكرياس الى نوعين رئيسيين:
السرطان الغدي (Adenocarcinoma): وهو السرطان الذي ينشأ من خلايا غدد الافراز الخارجي. ويُمثل أكثر من 90% من حالات سرطان البنكرياس، وهو الأكثر شيوعاً، لذا غالباً ما يُطلق اسم سرطان البنكرياس على هذا النوع.
عدة أنواع من سرطان البنكرياس والتي تنشأ من الخلايا التي تُفرز الهرمونات. مثال على ذلك هو ورم الجزيري (Insulinoma) والذي ينشأ من الخلايا التي تُفرز الانسولين.

احصائيات سرطان البنكرياس
 تُقدر نسبة حدوث سرطان البنكرياس بحوالي 10-13 حالة من كل 100000 شخص. يُصيب سرطان البنكرياس كبار السن، وغالباً في سن السبعين، ونادراً ما يحدث قبل سن الخمسين. يُعتبر سرطان البنكرياس شائعاً أكثر لدى الرجال من النساء، ولدى سود البشرة أكثر من البيض. تزداد نسبة حدوث سرطان البنكرياس في الدول المتقدمة، مُقارنةً بالدول الفقيرة.
يُعتبر سرطان البنكرياس من أكثر الأمراض التي تؤدي للوفاة، وهو السبب الرابع للوفاة عالمياً.




أسباب وعوامل خطورة سرطان البنكرياس
 تؤدي عوامل عديدة لضرر لخلايا البنكرياس، مما يؤدي لتحولات سرطانية فيها ويُسبب سرطان البنكرياس. أهم العوامل والأسباب لسرطان البنكرياس هي:
التدخين.
المشروبات الكحولية، وخاصةً اذا ما شُربت بكثرة وادمان.
الجيل: كلما تقدم الجيل زاد الاحتمال للاصابة بسرطان البنكرياس.
التغذية: للتغذية تأثير على البنكرياس، حيث أن التغذية التي تفتقر للألياف وتكون مُشبعة بالدهنيات تزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس.
السمنة.
التهاب البنكرياس المزمن: يؤدي التهاب البنكرياس المزمن الى أضرار مُستمرة في خلايا البنكرياس ويزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس.
السكري: توجد علاقة بين السكري وسرطان البنكرياس، لكن حتى الان لا يُعرف اذا ما كان السكري هو سبب لسرطان البنكرياس أم أنه نتيجة له.
مواد صناعية: وأبرزها المواد الموجودة في بعض صبغات الشعر مثل Betanaphthyamine.
العوامل الوراثية: لا تُعرف ما هي العوامل الوراثية الدقيقة، لكن اصابة أحدهم بسرطان البنكرياس يزيد من احتمال الاصابة به لدى الأقرباء من الدرجة الأولى (أي الأخ، الأخت، الأولاد والوالدين).
أمراض وراثية ومتلازمات عديدة تزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس، اذا ما كان الشخص مُصاب بها. الا أن هذه الأمراض والمتلازمات غير شائعة. أهمها:
-  داء فون هيبل لينداو (Von Hippel-Lindau Disease).

-  متلازمة بويتز جيغرز (Peutz-Jeghers Syndrome).

-  Lynch 2 Syndrome.

-  متلازمة غاردنر (Gardner Syndrome).

وأخرى غيرها.


أعراض وعلامات سرطان البنكرياس
 قد يكون سرطان البنكرياس عديم الأعراض، وتظهر أعراضه فقط في مراحل متقدمة، وحتى بعد انتشاره الى أعضاء الجسم. تختلف أعراض سرطان البنكرياس وفقاً لمكان وجوده. حيث أن رأس البنكرياس هو المكان الأكثر عرضةً للاصابة بسرطان البنكرياس. رغم ذلك، فان سرطان البنكرياس قد يُصيب ذنب البنكرياس، وعندها تختلف الأعراض قليلاً. أهم الأعراض والعلامات التي يشكو منها المريض هي:
ألم البطن: قد يكون الألم مجرد عدم راحة غير محددة في رأس البطن. الا أن الألم قد يكون شديداً، ومزمناً لأسابيع. عادةً فان الألم يكون في رأس البطن ويشع الى الظهر، كما أنه يسوء مع التنفس العميق ويتحسن أثناء الانحناء الى الأمام. يبرز الألم في حالات وجود السرطان في ذنب البنكرياس.
اليرقان: أي اصفرار الجلد وبياض العينين. يكون اليرقان اذا ما أدى سرطان البنكرياس الى انسداد خروج الصفراء من قناتها مما يجعل البيليروبين يتراكم ويؤدي لليرقان. يظهر اليرقان اذا ما كان السرطان في رأس البنكرياس.
الحكة.
البول داكن اللون والبراز فاتح اللون: ويحدث الأمر اذا ما تراكم البيليروبين نتيجةً لانسداد خروج الصفراء في حال كان السرطان في رأس البنكرياس.
الغثيان والقيء.
فقدان الوزن: ويفقد المريض وزنه بعشرات الكيلوغرامات في أغلب الحالات.
الاستسقاء: ويحدث اذا ما انتشر سرطان البنكرياس لجوف البطن.
تضخم المرارة: يحدث اثر تراكم الصفراء في حال انسداد خروج الصفراء. يمكن ملاحظة تضخم المرارة باللمس أثناء الفحص الجسدي، وتكون غير مؤلمة.
ان الحالة التقليدية لسرطان البنكرياس هي الشخص كبير السن والذي يشكو من اليرقان دون ألم البطن أو أنه يشكو من ألم مزمن في رأس البطن مع فقدان الوزن الملحوظ.



مضاعفات سرطان البنكرياس
 قد يؤدي سرطان البنكرياس الى عدة مضاعفات، أهمها:
السكري: يؤدي سرطان البنكرياس للسكري وذلك لأنه يُدمر الخلايا التي تُفرز الانسولين.
التهاب الوريد الخثاري المتنقل (Migratory Thrombophlebitis): وهو عبارة عن التهاب في الأوردة في الجسم، خاصةً أوردة الأرجل، والذي يُصاحبه تخثر في الوريد ثم جلطة دموية. تظهر هذه الحالة في انواع أخرى من السرطان.
التهاب البنكرياس المزمن.
انسداد الأمعاء أو الاثني عشر اذا ما انتشر البنكرياس اليها، ويؤدي لألم البطن والقيء.
سوء الامتصاص: عند سرطان البنكرياس، فان البنكرياس يفقد القدرة على افراز العصارات الهضمية والتي تحوي انزيمات لازمة للهضم، مما يؤدي لسوء الامتصاص وفقدان الوزن.

انتشار سرطان البنكرياس
 غالباً ما يتم تشخيص سرطان البنكرياس في المراحل المتقدمة ويكون قد انتشر لأعضاء أخرى. قد ينتشر سرطان البنكرياس على النحو التالي:
العقد اللمفاوية (Lymph Nodes): الموقع الأكثر عرضةً للاصابة بسرطان البنكرياس، وخاصةً تلك التي تُحيط بالبنكرياس أو في جوف البطن. كما أن سرطان البنكرياس ينتشر للعقد التي تكون فوق عظمة الترقوة، أو حول السرة.
الصفاق (Peritonum): اذا ما انتشر سرطان البنكرياس في الصفاق وجوف البطن فانه يؤدي للاستسقاء.
 الكبد: عند انتشار سرطان البنكرياس للكبد فانه يؤدي لأعراض تتعلق بالكبد، كألم البطن الأيمن العلوي، تضخم الكبد، الاستسقاء، اليرقان وأخرى.
قد ينتشر سرطان البنكرياس لأعضاء أخرى كالعظام والدماغ والرئتين، الطحال أو لأعضاء الجهاز الهضمي.

تشخيص سرطان البنكرياس
 اذا ما كنت تشكو من أعراض ملائمة لسرطان البنكرياس، عليك التوجه للطبيب. يحتاج الطبيب للتاريخ المرضي ويستمع للأعراض التي يشكو منها المريض، كما أنه يقوم بالفحص الجسدي لملاحظة علامات سرطان البنكرياس. يحتاج الطبيب الى اختبارات عديدة تُساعده على التشخيص، وهي:
اختبارات الدم: والهدف من اختبارات الدم فحص عدة أمور:
-  البيليروبين والذي يكون مرتفعاً اذا وجد اليرقان.

-  انزيمات الكبد والتي قد تكون مرتفعة في حال وجود اليرقان، أو عند انتشار سرطان البنكرياس للكبد. أهم الانزيمات هو  انزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP- Alkaline Phosphatase).

-  المؤشرات السرطانية: المؤشرات السرطانية هي مواد تُفرزها الخلايا السرطانية. نوعين من المؤشرات السرطانية قد تكون مرتفعة في حال سرطان البنكرياس، الا أنها تفتقد للنوعية ويمكن ان ترتفع في حالات أخرى. تشمل CEA و CA 19-9. تُستخدم المؤشرات السرطانية وخاصةً CA 19-9  لمتابعة سرطان البنكرياس.

الاختبارات التصويرية: وهدفها تشخيص سرطان البنكرياس، تحديد مكانه، تحديد انتشاره داخل البنكرياس وخارجه، وتقدير اذا ما أمكن القيام بعملية جراحية أم لا. العديد من الختبارات تُستخدم وأهمها:
-  التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound): ويمكن من خلاله ملاحظة كتلة الورم في البنكرياس.

-  التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): ويمكن تصوير البطن فقط لتشخيص سرطان البنكرياس، كما بالامكان تصوير أعضاء أخرى وعندها الملاحظة اذا ما كان السرطان منتشراً أم لا. كما أن التصوير الطبقي المحوسب من أهم الاختبارات لتحديد قابلية الورم للمعالجة الجراحية، ولمتابعة علاج سرطان البنكرياس.

-  التصوير المقطعي بالاصدار البوزيتروني (PET- Positron Emission Tomography): اختبار تصويري اخر، وتكمن أهميته في امكانية تشخيص الأورام السرطانية الصغيرة في البنكرياس والتي لا يقدر التوير الطبقي المحوسب اكتشافها.

-  تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP- Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography): يُستخدم في حالات وجود اليرقان، ورغم ذلك لم يظهر ورم في التصوير الطبقي المحوسب. لذا الهدف منه هو تشخيص سبب اليرقان، كما يُمكن استخراج عينة من البنكرياس أثناء الاختبار.

الخزعة (Biopsy): في حالات مُعينة فان الطبيب بحاجة لاستخراج عينة من البنكرياس أو الورم لتشخيص سرطان البنكرياس، بعد فحص العينة تحت المجهر. يُمكن استخراج العينة بواسطة ابرة مُعدة لذلك أثناء اجراء التخطيط فوق الصوتي للبنكرياس أو التصوير الطبقي المحوسب أو حتى أثناء تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع. رغم ذلك، يمكن اجراء العملية الجراحية دون استخراج العينة وعوضاً عن ذلك استخراج العينة أثناء استئصال الورم خلال العملية الجراحية.

تصنيف مراحل سرطان البنكرياس
 الهدف من تصنيف مراحل سرطان البنكرياس هو معرفة مدى انتشاره. يتم تصنيف سرطان البنكرياس وفقاً للأمور التالية:
حجم الورم.
انتشار الورم وفقاً للاختبارات التصويرية.
لكن التحديد النهائي لتصنيف مراحل سرطان البنكرياس يكون خلال العملية الجراحية فقط. يُصنف سرطان البنكرياس الى أربعة مراحل، حيث أن المرحلة الأولى هي الحالات المبكرة فيما المرحلة الرابعة هي المرحلة المتقدمة التي ينتشر فيها سرطان البنكرياس لأعضاء الجسم كالكبد. هدف اخر من تصنيف مراحل سرطان البنكرياس هو تحديد العلاج، حيث أن العلاج يختلف وفقاً للمراحل.



علاج سرطان البنكرياس
 توجد عدة امكانيات لعلاج سرطان البنكرياس، حيث أن المعالجة الجراحية لاستئصال الورم أو البنكرياس هي الامكانية الأفضل. من المفضل أيضاً اضافة علاج اخر كالعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. الا أن معظم حالات سرطان البنكرياس تُكتشف في المراحل المتقدمة والغير قابلة للجراحة. في هذه الحالات فان العلاج الكيميائي والأشعة يُستخدمان لعلاج سرطان البنكرياس، بالاضافة الى علاجات مُلطفة للألم والأعراض.
تُعالج المرحلة الأولى والثانية من سرطان البنكرياس بالمعالجة الجراحية، أما المرحلة الثالثة والرابعة بالكيميائي والأشعة.

المعالجة الجراحية

هناك عدة طرق للمعالجة الجراحية في حال سرطان البنكرياس، ويختلف الأمر وفقاً لمكان وجود الورم:

عملية ويبل (Whipple procedure): تُجرى للأورام في رأس البنكرياس. بعد التخدير الكلي، يُشق البطن ويتم استئصال رأس البنكرياس، الاثني عشر، جزء من الأمعاء الدقيقة، جزء من المعدة، والمرارة والقناة الصفراء. تستغرق العملية عدة ساعات. في السابق كان لهذه العملية العديد من الأعراض الجانبية، وفشلت كثيراً. أما اليوم، فان نسبة النجاح عالية، لكن رغم ذلك فالمرضى اللذين يستطيعون المرور بها هم قلائل. من المفضل اجراء عملية ويبل في مركز مُختص بذلك.
استئصال البنكرياس القاصي (Distal Pancreatectomy): وهي العملية الجراحية التي تُجرى للأورام في ذنب البنكرياس حيث يتم استئصاله فقط. رغم أن العملية غير معقدة كعملية ويبل، الا أن حالات السرطان في ذنب البنكرياس غالباً ما تُكتشف في المراحل التي لا يُمكن اجراء العملية فيها.
العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة

من المفضل استخدام العلاج الكيميائي مع العلاج بالأشعة سويةً، حيث أن الأمر يُحسن نتائج العلاج، ويزيد من احتمالات الشفاء. أهم الأدوية الكيميائية المستخدمة لعلاج سرطان البنكرياس هي ال 5- FU.

يتم تناول العلاج الكيميائي عن طريق الوريد، وبما أنه العلاج مستمر فان الأطباء يُفضلون ادخال Central Line وهو عبارة عن  أنبوب صغير الى أحد الأوردة الرئيسية في الجسم (غالباً في أعلى الصدر)، وابقاء فتحة قابلة للانسداد والفتح خارج الجسم، واستخدامها في كل مرة يتلقى فيها المريض العلاج الكيميائي لادخال الدواء.  تُعطى الأدوية الكيميائية مرة في الأسبوع، لخمس أو ستة مرات. خلال الأسبوع فان المريض يتلقى العلاج بالأشعة الموجهة للبنكرياس تحديداً.

يُستخدم العلاج بالأشعة والكيميائي في الحالات التالية:

علاج اضافي للمعالجة الجراحية، اذ من المفضل فعل ذلك. وذلك لأن حتى لو تم استئصال الورم بأكمله، فان بعض الخلايا السرطانية قد تبقى في الجسم ويجب القضاء عليها.
علاج سرطان البنكرياس الغير قابل للجراحة أي المراحل الثالثة والرابعة.
علاج سرطان البنكرياس المتنكس: أي سرطان البنكرياس الذي يعود بعد الشفاء منه.
للتلطيف من الألم والأعراض في الحالات المتقدمة والتي انتشر فيها سرطان البنكرياس.
من المهم الاشارة أن العلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي، كل على حدة ممكن في الحالات أعلاه. الا أن العلاج المشترك يؤدي لنتائج أفضل، لذا من المفضل استخدامه.

العلاج التلطيفي

العلاج التلطيفي هو مجموعة من امكانيات العلاج والتي هدفها تلطيف الألم والأعراض، والحفاظ على مستوى معيشة جيد للمريض. تُجرى العلاجات التلطيفية عند الحالات المستعصية لسرطان البنكرياس والتي لا يمكن جراحتها ولا تستجيب للعلاج الكيميائي والأشعة. من الممكن أن تكون العلاجات التلطيفية جراحية، اجراءات أو أدوية. أهم العلاجات التلطيفية في حال سرطان البنكرياس هس:

تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP- Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography): ويُستخدم لادخال دعامة (Stent) في القناة الصفراء وذلك لمنع انسدادها. الدعامة هي قطعة صغيىة من المعدن تُدخل في القناة الصفراء وتحافظ علىيها وتمنع انسدادها. يؤدي الأمر الى عدم تركم الصفراء في المرارة، ويُستخدم لتلطيف اليرقان والحكة.
تنظير الجهاز الهضمي العلوي (Endoscopy): ويمكن بواسطته ادخال دعامة الى جوف الاثني عشر لعلاج انسداده. كما أن انسداد الاثني عشر يمكن معالجته جراحياً.
الألم: يمكن علاج الألم بعدة امكانيات وهي:
-  الأدوية المسكنة للألم، وأكثرها استخداماً هي الأدوية الأفيونية المفعول (Opioid)، مثل المورفين (Morphine).

-  المعالجة الجراحية وذلك باستئصال الأعصاب التي تتصل بالبنكرياس وتنقل الألم.

-  حقن الأعصاب بالكحول مما يؤدي الى وقف عمل الأعصاب وتلطيف الألم. يتم الأمر خلال عملية جراحية.

-  الأشعة أحياناً تُسكن الألم.

تناول الانزيمات البديلة: عند سرطان البنكرياس، فان البنكرياس يفقد القدرة على افراز العصارات الهضمية والتي تحوي انزيمات لازمة للهضم، مما يؤدي لسوء الامتصاص. يمكن تناول انزيمات بديلة لتحسين الامتصاص والحفاظ على  الوزن.
توقعات سير المرض      

بدون علاج فان 5% فقط من مرضى سرطان البنكرياس يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنين من التشخيص. تزيد المعالجة الجراحية هذه النسبة لما يُقارب 10-20%. أم العلاج بالأشعة والكيميائي فانها لا تُغير كثيراً من نسبة البقاء على الحياة.