الثلاثاء، 5 مايو 2015

سرطانُ الجلد غير الميلانيني



سرطانُ الجلد هو نمطٌ شائع من السَّرطان؛ والنوعان الأكثر شُيُوعاً هما سرطان الخلايا القاعديَّة وسرطان الخلايا الحرشفيَّة أو الشائكة. وهما يظهران على الرأس والوجه والعنق واليدين والعضدين عادةً. وهناك شكلٌ آخر من سرطانات الجلد هو الورمُ الميلانيني، وهو الأخطر، ولكنَّه الأقل شُيُوعاً. 


يمكن لأيِّ شخص أن يُصابَ بسرطان الجلد، ولكنَّه أكثر ظهوراً عند الأشخاص الذين: 

• يقضون وقتاً طويلاً في الشمس أو الذين تعرَّضوا لحروق الشمس. 

• يغلب اللونُ الفاتح على جلودهم وشعرهم وعيونهم. 

• لديهم فرد من العائلة مُصاب بسرطان الجلد. 

• تجاوزوا الخمسين من العمر. 

يجب على كلِّ من تظهر لديه أيَّةُ علامات جلدية مُريبة وأيَّة تغيُّرات في مظهر الجلد أن يراجعَ الطبيب؛ حيث تكون فرصةُ نجاح المعالجة أكبرَ عندما يتمُّ اكتشاف السرطان باكراً. أمَّا إذا لم يعالج هذا السرطانُ فقد تنتشر بعضُ الخلايا السرطانيَّة إلى أعضاء وأنسجةٍ أخرى في الجسم.

مقدِّمة
يكتشف ملايينٌ من الناس في كلِّ عام أنَّهم مُصابون بسرطان الجلد. 

يشفى سرطانُ الجلد بنسبة مائة بالمائة تقريباً إذا اكتُشِف وعولج مبكِّراً. كما أنَّ الوقايةَ من بعض أنواع سرطان الجلد مُمكنة. 

يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفيُّ الموجَّه للمرضى على فهم سرطان الجلد وسُبُل مُعالجته. كما أنَّه يُقدِّم نصائحَ حول طُرُق الوقاية من الإصابة بسرطان الجلد. 


الجلد
الجلدُ هو الغلاف الخارجي للجسم؛ وهو يزن ثلاثة كيلوغرامات تقريباً. ويعدُّ الجلدُ أكبر عضو في الجسم!. 

الجلدُ يحمينا من الحرارة والضوء والأذى والعدوى؛ كما أنَّه ينظِّم حرارة الجسم ويختزن الماء والدهن، وهو يساعد على تصنيع الفيتامين د. 

يتألَّف الجلدُ من طبقتين رئيسيَّتين: طبقة خارجية هي البَشَرَة، وطبقة داخلية هي الأدَمَة. البَشَرَةُ هي الطبقةُ السطحيَّة من الجلد، وهي تتكوَّن في مُعظمها من خلايا مسطَّحة تُشبه الحراشف تُدعى الخلايا الحَرشَفِيَّة أو الوَسفيَّة. 

وتوجد، تحت هذه الخلايا، خلايا مدوَّرة تُدعى الخلايا القاعديَّة. 

يحوي الجزءُ الأعمق من البَشَرَة خلايا تُدعى الخلايا الميلانينيَّة، وهي التي تنتج الميلانين الذي يعطي الجلدَ لونَه. 

أمَّا الأدَمَةُ فهي الطبقةُ الداخلية من الجلد، وتحوي أوعية دمويَّة ولمفيَّة وجُريبات شعريَّة وغدداً. وتقوم هذه الغُددُ بإنتاج العَرَق الذي يساعد على تنظيم حرارة الجسم، كما أنَّ بعضَها يُنتج الزُّهم، وهو مادَّةٌ زيتية تساعد على حفظ الجلد من الجفاف. هذا، ويخرج العرقُ والزُّهم إلى سطح الجلد عبر فتحات صغيرة تُدعى المَسام. 


السَّرطان
يتألَّف الجسمُ من خلايا بالغة الصغر. 

تنمو الخلايا الطبيعيَّة في الجسم وتموت وفق آليةٍ مضبوطة. 

تواصل الخلايا انقسامَها ونموَّها أحياناً، وتخرج عن السيطرة الطبيعية، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يُدعى الورم. 

يُدعى الورمُ حميداً، أي غير سرطانيٍّ، إذا كان لا يهاجم الانسجة المجاورة وأجزاء الجسم الأخرى. ولا تشكِّل الأورامُ الحميدة في العادة خطراً على حياة المريض. 

أمَّا إذا كان الورمُ يغزو الخلايا المجاورة ويدمِّرها، فإنَّه يُدعى ورماً خبيثاً أو سرطاناً. ويمكن أن يُشكِّل السرطانُ خطراً على الحياة في بعض الأحيان. 

تنتشر الخلايا السرطانيَّة أحياناً إلى مختلف أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية والقنوات "أو الأوعية" اللِّمفِيَّة. 

اللِّمفُ سائلٌ شفَّاف يُنتجه الجسم، وهو يقوم بتخليص الخلايا من الفضلات؛ حيث يسير اللمفُ عبر أوعية خاصَّة به وأجسامٍ تشبه حبَّات الفاصوليا تُدعى العُقدَ اللمفيَّة. 

يقومُ الهدفُ من معالجة السرطان على قتل الخلايا السرطانيَّة أو السيطرة على تكاثرها الشاذ. 

تُسَمَّى السَّرطاناتُ اعتماداً على المكان الذي بدأ ظهورُها فيه؛ فيُسمَّى السرطانُ الذي يبدأ في الجلد مثلاً سرطانَ الجلد، حتَّى إذا انتشرَ إلى أماكن أخرى من الجسم. 

يستطيع الأطبَّاءُ تحديدَ المكان الذي بدأ فيه السرطان، إلاَّ أنَّهم لا يستطيعون معرفةَ سبب السرطان في كلِّ حالة بعينها دائماً. 

تحتوي الخلايا على موادَّ وراثية أو جينية تُدعى الصِّبغيَّات أو الكروموسومات . والصِّبغياتُ هي التي تتحكَّم في نموِّ الخلايا وتكاثرها. 

يبدأ السرطانُ من تغيُّرات تطرأ على الصبغيات دائماً. وعندما تصبح صِبغياتُ الخلية شاذَّة، يمكن أن تفقد هذه الخليَّةُ قدرتَها على ضبط تكاثرها. 

يمكن أن تحدث تغيُّراتٌ مفاجئة في المادَّة الوراثية، وذلك لأسباب عديدة. وتصبح بعضُ هذه التغيُّرات وراثية أحياناً. 

يمكن أن تحدث التغيُّراتُ في الصبغيات بسبب التعرُّض للعدوى أو الأدوية أو التبغ أو عناصر كيميائية معيَّنة، أو غير ذلك من العوامل؛ ففي حالة سرطان الجلد مثلاً، تكون أشعَّةُ الشمس هي المسؤولة عن تضرُّر الصبغيات الذي يؤدِّي إلى السرطان. 


سرطانُ الجلد
النمطان الأكثر شُيُوعاً لسرطانات الجلد هما سَرَطانَة الخَلايا القاعِدِيَّة وسَرَطانَة الخَلايا الحَرشَفيَّة. ويُطلق اسمُ سرطانة أو كارسينوما على السرطان الذي يبدأ في الخلايا التي تغطِّي أو تُبطِّن عضواً ما من أعضاء الجسم. 

تشكِّل سرطانةُ الخلايا القاعديَّة أكثرَ من تسعين بالمائة من سرطانات الجلد؛ وهي بطيئةُ النموِّ، ويندر أن تنتشر إلى أعضاء أُخرى من الجسم. 

كما أنَّ سرطانةَ الخلايا الحَرشفيَّة يندر أن تنتشر هي الأُخرى، ولكنَّها تفعل ذلك أكثر من سرطانة الخلايا القاعديَّة. ويبقى من المهمِّ كشفُ سرطان الجلد ومعالجته بأقصى سرعة ممكنة، لأنَّه ربَّما يغزو ويخرِّب الانسجة المجاورة. 

تُسمَّى سرطانةُ الخلايا القاعديَّة وسرطانة الخلايا الحَرشفيَّة سرطانَ الجلد غير الميلانيني أحياناً. أمَّا النوعُ الآخر من سرطانات الجلد فهو الميلانوما أو الورم الميلانيني الذي يبدأ انطلاقاً من الخلايا الميلانينيَّة‎. 

يُمكن الاطِّلاع على مزيد من المعلومات عن الورم الميلانينيِّ أو الميلانوما في البحث الذي يحمل هذا الاسم، أمَّا هذا البرنامجُ فإنَّه يسلِّط الضوءَ على سرطانة الخلايا القاعدية وسرطانة الخلايا الحَرشفيَّة، وليس على الورم الميلانينيِّ. 


أسباب سرطان الجلد والوقاية منه
سرطانُ الجلد هو أحد أكثر أنواع السرطان شُيُوعاً؛ حيث إنَّ أربعين إلى خمسين بالمائة من الأمريكيين الذين يعيشون حتى سنِّ الخامسة والستِّين، على سبيل المثال، قد أُصيبوا مرَّة واحدة على الأقلَّ بسرطان الجلد. 

على الرغم من أنَّ أيَّ شخص يُمكن أن يُصابَ بسرطان الجلد، لكنَّ ذوي البشرة الشقراء أكثر تعرُّضاً للإصابة. كما أنَّ الأشخاص الذين تُصاب جلودُهم بالنمش أو الكَلَف بسهولة، والأشخاص من ذوي الشعر الأحمر أو الأشقر والعيون الزرقاء أو الفاتحة، هم في خطر أعلى للإصابة بسرطان الجلد أيضاً. 

تعدُّ الأشعَّةُ فوق البنفسجيَّة، التي تأتي من الشمس، السببَ الرئيسيَّ للإصابة بسرطان الجلد. كما أنَّ المصادر الصُّنعية للأشعَّة فوق البنفسجيَّة، كالمصابيح الشمسية المُستعملة لأغراض علاجيَّة وحجيرات الحمَّام الشمسي قد تكون خطيرة أيضاً. 

يؤثِّر المكانُ الذي يعيش فيه الشخصُ في احتمال إصابته بسرطان الجلد؛ فالأشخاصُ الذين يعيشون في مناطق تتلقَّى مُستويات مُرتفعة من الأشعَّة فوق البنفسجيَّة من الشمس هم أكثر ميلاً للإصابة بسرطان الجلد. 

ففي الولايات المتَّحدة مثلاً، تكون نسبةُ الإصابات بسرطان الجلد في تكساس أكبر منها في منيسوتا، حيث لا تسطع الشمسُ بالشدَّة نفسها، كما وُجد أنَّ أعلى نسبة للإصابة بسرطان الجلد على مستوى العالم كله هي في جنوب أفريقيا وأستراليا، وهي المناطقُ التي تتلقَّى أعلى مستوى من الأشعَّة فوق البنفسجيَّة. 

تظهر مُعظم حالات الإصابة بسرطان الجلد بعد الخمسين من العمر، ولكنَّ التأثيرَ الضارَّ لأشعَّة الشمس يكون قد بدأ قبل ذلك بكثير. لذلك، للوقاية من الإصابة بسرطان الجلد في مرحلةٍ لاحقة من العمر، يجب البدءُ بإجراءات الوقاية منذ الطفولة. 

يجب على الناس، حينما يكون ذلك مُمكناً، تجنُّبُ التعرُّض لشمس مُنتصف النهار من الساعة العاشرة صباحاً وحتَّى الساعة الثالثة بعد الظهر، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الألبسةَ الواقية العاديَّة كالقبَّعات الشمسية والأكمام الطويلة تستطيع أن تمنع أشعَّةَ الشمس الضارَّة من الوصول إلى الجسم. 

كما تحمي المُستحضراتُ أو الدُّهونات التي تحتوي على حاجبات أشعَّة الشمس "أو الواقيات من الشمس" من أشعَّة الشمس الضارَّة أيضاً. وتتدرَّج الواقياتُ الشمسيَّة في قوَّتها تِبعاً لعامل الحماية من أشعَّة الشمس الذي يتراوح بين درجتين وثلاثين درجة أو أكثر؛ حيث يحجب مُستوى الحماية الواقع بين خمسة عشر وثلاثين مُعظمَ الأشعَّة الضارَّة. 


أعراض سرطان الجلد
يوجد كلٌّ من سرطان الخلايا القاعديَّة وسرطان الخلايا الحَرشفية بشكل رئيسي في المناطق المكشوفة الأكثر تعرُّضاً لأشعَّة الشمس، كالرأس والوجه والرقبة واليدَين والذراعَين. ولكنَّ السرطانَ يمكن أن يحدث في أيِّ مكان من الجسم. 

قلَّما يكون السرطانُ مؤلماً. أمَّا العلامةُ المُنذرة الأكثر مُشاهدةً فهي التغيُّرات التي تطرأ على الجلد، لاسيَّما النموُّ الجديد أو القرحة التي لم تكن موجودة من قبل، ولا تزول. 

لا تبدو جميعُ سرطانات الجلد بالمظهر نفسه؛ فقد يبدأ السرطان، على سبيل المثال، على شكل كُتلةٍ صغيرة ناعمة، لامعة أو شاحبة أو شَمعيَّة. كما قد يظهر على شكل كتلة قاسية حمراء أيضاً. 

قد تنزف الكتلةُ في بعض الأحيان، أو تكوِّن قَشِرَةً. كما يُمكن أن يبدأ السرطانُ أيضاً على شكل بُقعة مُسطَّحة حمراء خشنة أو جافَّة أو حَرشفيَّة "ذات قشور". 

هناك شكلٌ آخر من آفات الجلد يُدعى التَقران السَّفعِيَّ، وهو يظهر على شكل بقع خشنة، حمراء أو بنِّيَّة‎، ذات قشور، على الجلد. ويُسمَّى حالة سابقة للسرطان، أي أنَّها تحمل إمكانيَّة التحوُّلَ إلى سرطان، حيث أنَّها تتطوَّر إلى سرطان الخلايا الحَرشَفيَّة أحياناً. 

لا تكون التغيُّراتُ التي تبدو على الجلد كافيةً لتشخيص السرطان؛ ولكن من الضروريِّ استشارةُ الطبيب إذا استمرَّ أيٌّ من الأعراض أكثر من أسبوعين، وعدم الانتظار حتَّى تُصبح المنطقةُ مُتأذِّية، عِلماً بأنَّ سرطانَ الجلد نادراً ما يسبِّب الألم. 


تشخيص سرطان الجلد
تكاد نسبةُ الشفاء من سرطان الجلد تبلغ مائة بالمائة إذا انتبهَ الطبيبُ له قبل أن يحظى بفرصة الانتشار. 

ينبغي أن يجري كلُّ شخص فحصاً ذاتياً منتظماً للبحث عن أيَّة تغيُّرات في جلده، وعليه أن يسأل أحدَ أفراد أسرته، كالزوجة أو الزوج مثلاً، أو أصدقاءه لمساعدته على فحص المناطق التي لا يستطيع رؤيتَها، كالظهر والنقرة. 

يجب إخبارُ الطبيب فوراً عن أيَّة تبارزات ملوَّنة على الجلد لم تكن موجودة من قبل، أو أيَّة تغيُّرات في تبارزات موجودة سابقاً. 

يجب على الطبيب أن يُلقي نظرةً على الجلد أيضاً خلال الفحوص السَّريرية (الإكلينيكيَّة) الروتينيَّة لأيِّ مريض. كما أنَّ الأشخاص الذين سبق أن أُصيبوا بسرطان الجلد أن يخضعوا حتماً لفحوص دورية شاملة لكامل جلودهم. 

عندما تكون منطقةٌ من الجلد غيرَ طبيعية، فقد يقوم الطبيبُ باستئصالها بالكامل، أو يقوم باقتطاع جزء منها، وهذا ما يُسمَّى الاختزاع. ويتمُّ فحصُ النسيج المُستأصل، أي الخزعة، تحت المجهر للتحرِّي عن الخلايا السرطانيَّة. وتعدُّ الخزعةُ هي الفحص المؤكَّد الوحيد الذي يثبت أو ينفي وجودَ السرطان. 

يصنِّف الأطبَّاءُ سرطانَ الجلد إلى مرحلتَين:
موضعييصيب السرطانُ في هذه المرحلة الجلدَ فقط.
نقيليٌّ أو مُنتشرينتشر السرطانُ في هذه المرحلة أبعدَ من الجلد.


بما أنَّ سرطانَ الجلد غير الميلانينيِّ يندر أن ينتشر، فإنَّ الخزعة هي الاختبار الضروريُّ الوحيد غالباً لتحديد المرحلة التي بلغها السرطان. وتُساعد معرفةُ هذه المرحلة الطبيبَ على وضع خطَّة العلاج المناسبة. 

يقوم الطبيبُ، في الحالات التي يكون فيها نموُّ الورم كبيراً أو يكون الورمُ موجوداً منذ فترة طويلة، بفحص العقد اللمفيَّة في منطقة الورم بعناية خلال إجراء العمل الجراحيِّ. 

يمكن استعمالُ نوع خاصٍّ من الأشعَّة السينية لكشف ما إذا كان السرطانُ قد انتشر إلى أعضاء أُخرى في الجسم. 


علاج سرطان الجلد
تُشخَّص سرطانةُ الخلايا القاعديَّة وسرطانة الخلايا الحَرشَفيَّة، وتُعالجان بالطريقة نفسها عادةً. 

تُستخدَم بعضُ أنواع الجراحة في معالجة سرطان الجلد عادةً. كما قد يوصي الطبيبُ أيضاً، في بعض الحالات، باللجوء إلى المعالجة الكيميائيَّة أو الشُّعاعية، أو إلى المشاركة بين هذه الأساليب في بعض الحالات، وذلك عندما يكون السرطانُ قد بلغ مرحلة مُتقدِّمة. 

الجراحةيُمكن استئصالُ كثير من سرطانات الجلد بسرعة وسهولة. وفي الحقيقة، يُمكن إزالةُ سرطان الجلد أحياناً بشكل كامل في أثناء الاختزاع " أو ما يُسمَّى الخزعة الاستئصاليَّة"، دون الحاجة إلى أيَّة مُعالجة إضافيَّة. 

التجريفُ والتجفيفُ الكَهرَبائيُّ‎يستخدم الأطبَّاءُ نوعاً من الجراحة عادةً، يُدعى التجريف، لإزالة سرطان الجلد؛ حيث يقوم الطبيبُ، بعد تخدير المنطقة، بكشط السرطان بواسطة مِكشطة، وهي أداةٌ لها نهاية حادَّة تشبه الملعقة. 

ثمَّ تُعالج المنطقةُ بالتجفيف الكهربائي؛ حيث يُستخدَم تيَّارٌ كهربائيٌّ يصدر عن جهاز خاصٍّ لوَقف النزف وقتل أيَّة خلايا سرطانيَّة بقيت حول حافَّة الجرح. وتُخلِّف العمليَّةُ عند معظم المرضى ندبةً بيضاء مُسطَّحة. 

جراحةُ موسطريقةُ موس هي نوعٌ خاصٌّ من الجراحة، يُستخدَم لمعالجة سرطان الجلد، حيث يُعطى المريضُ مُخدِّراً، ثمَّ يقوم الطبيبُ "بتقشير" السرطان طبقةً بعد أُخرى، وكلَّما قام الطبيبُ بتقشير طبقة، يتمُّ فحصها تحت المجهر، حتَّى يُزال الورمُ بالكامل. وتتعلَّق درجةُ التندُّب بموقع المنطقة المُعالجة وحجمها. 

الجراحةُ البَردِيَّة أو القرِّيّة (الجراحةُ بالبرودة)يمكن أن يُستعمل البردُ المُفرِط لمُعالجة الحالات السَّابقة للسرطان، مثل التَقران السَفعِيِّ؛ حيث يُطبَّق الآزوتُ السائل على الورم لتجميد الخلايا الشاذَّة وقتلها.‎ 

قد يحتاج الأمرُ إلى أكثر من عملية تجميد واحدة للتخلُّص من الآفة. والجراحةُ البرديَّة غير مؤذية، ولكنَّ المرضى قد يشعرون بالألم بعد تدفئة المنطقة؛ ويمكن أن تتشكَّل ندبةٌ بيضاء في المنطقة التي عُولجت. 

المُعالجةُ الليزريَّةتَستخدِم المعالجةُ الليزرية حزمةً ضيِّقة من الضوء لإزالة أو تخريب الخلايا السرطانيَّة. وتُستخدَم هذه الطريقةُ في بعض الأحيان لمعالجة السرطانات التي تنتشر في الطبقة السطحية من الجلد فقط. 

التطعيمقد تدعو الحاجةُ أحياناً، وخاصَّة عندما يكون سرطانُ الجلد ضخماً، إلى استعمال طعم جلديٍّ لتغطية المنطقة التي استُؤصل منها السرطان؛ حيث تُقلِّل هذه العمليةُ من التندُّب أيضاً. يقوم الطبيبُ بأخذ قطعة من الجلد السليم من منطقةٍ أُخرى من الجسم لوضعه في مكان الجلد الذي أُزيل بسبب إصابتِه بالسرطان. 

الأشعَّةكما يستجيب سرطانُ الجلد أيضاً للمعالجة الشعاعيَّة أو الإشعاعيَّة (كما تُسمَّى). وتُستعمَل في هذه الطريقة أشعَّةٌ عالية الطاقة لتخريب الخلايا السرطانيَّة ووقف نموِّها. 

يستخدم الأطبَّاءُ المعالجةَ الشُّعاعية غالباً من أجل معالجة السرطان الذي يحدثُ في المناطق التي تصعب معالجتُها بواسطة الجراحة؛ فقد تُستخدم المعالجةُ الشُّعاعية مثلاً لمعالجة السرطان الذي يحدث على جفن العين أو على الشفة أو الأنف أو العين. 

قد يكون من الضَّروري استخدامُ المعالجة الشعاعية عدَّةَ مرَّات حتَّى يتمَّ تخريبُ جميع خلايا السرطان. ولكن، ربَّما يؤدِّي استخدامُ هذه الأشعَّة إلى ظهور طفح جلدي، وقد يُصبح الجلد جافَّاً أو أحمر. كما قد تحدث تغيُّراتٌ في لون الجلد أو قوامه بعد انتهاء المعالجة مباشرة، وربَّما تصبح أكثرَ وضوحاً بعد ذلك بسنوات طويلة. 

المُعالجةُ الكيميائيَّة المَوضعيَّةتقوم المعالجةُ الكيميائيَّة الموضعيَّة على استعمال الأدوية المُضادَّة للسرطان على شكل "كريمات" أو دهونات تُوضَع على الجلد في المنطقة المُصابة. ويُمكن معالجةُ التَقران السَفعِيِّ بفعَّالية بواسطة المعالجة الكيميائية الموضعية. كما أنَّ هذه المعالجةَ مفيدة أيضاً في السرطانات المحدودة في الطبقة السطحيَّة من الجلد؛‎ حيث تُدهن المنطقةُ المُصابة يومياً لعدَّة أسابيع. ومن المألوف أن يحدث التهابٌ شديد في أثناء تطبيق المعالجة، غير أنَّه لا تتشكَّل ندبات بعد انتهائها عادة. 


الخلاصَة
سرطانُ الجلد مرضٌ شائع جداً، وهو يشفى بنسبة مائة بالمائة إذا اكتُشف مُبكِّراً. 

يكون القيامُ بفحوص ذاتية متكرِّرة للجلد ومعرفة علامات سرطان الجلد أمرين أساسيين في الكشف والمعالجة المبكِّرين. 

تعدُّ الوقايةُ من حدوث سرطان الجلد أفضلَ بكثير من معالجته! ومن أساليب الوقاية تجنُّبُ التعرُّض المديد لأشعَّة الشمس واستعمال الواقيات الشمسيَّة ذات عامل الوقاية الواقع بين من خمسة عشر وثلاثين. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق