الثلاثاء، 5 مايو 2015

العلاج الكيميائي لسرطان الثدي



سرطانُ الثدي مَرض شائع، يُصيب امرأة من بين كُلِّ إحدى عشرة امرأة. قد ينصح الطبيبُ المريضةَ بالمُعالجة الكيميائيَّة لسرطان الثدي، حيث تعتمد المُعالجةُ الكيميائيّة على استعمال
أدويةٍ قويَّة تقتل الخلايا السَّرطانيَّة أو تمنعها من التكاثُر. يُمكن أن تحدُث الإصابةُ بسرطان الثدي عند النساء بعد سنِّ البلوغ، ويزداد خطر الإصابة مع تقدُّم المرأة في السن. قد يُصيب سرطانُ الثدي الرِّجال أيضاً، ولكنَّ ذلك نادراً ما يحدث. إن تحديد "المرحلة" التي بلغها سرطان الثدي أمرٌ مهم؛ ويجري استخدامُ هذه المعلومات لتحديد المُعالجة الأفضل. تعدُّ الجراحةُ هي إحدى الطُّرُق المُستعملة لمُعالجة سرطان الثدي. ولكن، قد لا يكون من المُمكن إزالة جميع الخلايا السرطانية عن طريق الجراحة. لذلك، قد ينصح الطبيبُ بأنواع إضافيَّة من المُعالجة، مثل المُعالجة الكيميائيَّة. تكون المُعالجةُ الكيميائيَّة التي يقرِّرها الطبيب خاصَّة تماماً بنوع السرطان الذي تُعاني منه المريضة. يُعاني مرضى السرطان من تجاربَ مُختلفة مع المُعالجة الكيميائيّة. لذلك، فإنَّ من الخطأ أن تتوقَّع المريضة أن يحدث معها ما حدث مع مريضات أخريات، فقد يختلف تأثير المُعالجة الكيميائيَّة بين مريضة وأخرى. تستمرُّ مُعظم الآثار الجانبيَّة بضع ساعات فقط. وقد يكون هناك آثار نادرة قد تستمرُّ في الجسم عدَّة سنوات، ولكنَّ العواقب الخطيرة على المدى الطويل غير مألوفة نسبياً. 
مقدمة
سرطانُ الثدي مَرضٌ شائع، يُصيب امرأةً من بين كُلِّ إحدى عشرة امرأة. قد ينصح الطبيبُ المريضة باللجوء إلى المُعالجة الكيميائيَّة لسرطان الثدي. تعتمد المُعالجةُ الكيميائيَّة على استعمال أدوية قويَّة تقتل الخلايا السَّرطانيَّة أو تمنعها من التكاثُر. يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم فوائد ومخاطر المُعالجة الكيميائيَّة على نحو أفضل. 
السرطانُ وأسبابه
يتكوَّن الجسمُ من خلايا صغيرة جِدَّاً. تنموالخلايا الطبيعيَّة في الجسم وتموت وفق آليَّةٍ مضبوطة. يحدث السرطانُ عندما تستمرُّ الخلايا بالانقسام والنموِّ دون أن تخضع للضوابط الطبيعيَّة. قد تنتشر الخلايا السرطانيَّة إلى مُختلف أجزاء الجسم عبر الأوعية الدمويَّة والقنوات اللِّمفيَّة. تهدف مُعالجةُ السرطان إلى قتل الخلايا التي تنمو نُموَّاً شاذَّاً أو السيطرة على نموِّها. يُسمِّي الأطِبَّاء السرطان تبعاً للمنطقة التي نشأ منها في الجسم. يُسمَّى السرطان الذي ينشأ في الرئة مثلاً سرطانَ الرئة، حتَّى عندما ينتشر إلى مناطق أُخرى، كالكبِد أو العِظام أو الدِّماغ. لا يُمكن تحديدُ أسباب السرطان بدقَّة عند مريض مُعيَّن غالباً. تحوي كُلُّ خلية مادَّةً جِينيَّة (أي وراثيَّة) تُدعى الصِّبغيَّات. وتتحكَّم هذه المادَّة الجينيَّة بنُموِّ الخلية. يحدث السرطانُ دائماً عند حُدوث تغيُّرات في هذه المادَّة الجِينيَّة. وتفقد هذه المادَّة قُدرتَها على التحكُّم بنُموِّ الخليَّة عندما تُصبح شاذَّة أو غير طبيعيَّة. يُمكن أن تحدثَ هذه التغيُّراتُ المُفاجئة في المادَّة الجِينيَّة نتيجة لأسباب مُختلفة. ورُبَّما تكون مَوروثة من الوالِدَين. يُمكن أن تحدثَ هذه التغيُّراتُ في المادَّة الجِينيَّة بسبب التعرُّض لأنواع مُعيَّنة من العدوى أو الأدوية أو التبغ أو عوامل أُخرى. 
سرطانُ الثَّدي
يُمكن أن تُصابَ المرأةُ بسرطان الثدي بعد البُلوغ، ويزداد احتمال الإصابة مع تقدُّمها في السن. يُمكن أن يُصابَ الرِّجالُ بسرطان الثدي أيضاً. ولكنَّ ذلك نادراً ما يحدث. الهُرموناتُ هي مُوادُّ كيميائيَّة يُنتجها الجسم، وهي تُساعده على تنظيم وظائفه؛ فمثلاً، يُساعد هُرمون الإستروجين على تنظيم الدورة الشهريَّة عند المرأة. يتأثَّر سرطانُ الثدي بالهُرمونات في بعض الأحيان. تتناول بعضُ المريضات أدويةً للحصول على كمِّيَّات إضافيَّة من الهُرمونات. وقد تُؤثِّر هذه الهُرموناتُ الدوائيَّة في سرطان الثدي أيضاً. ولهذا السبب، يمكن أن يطلب الطبيبُ معرفةَ بعض المعلومات عن الدورة الشهريَّة عند المرأة وعن الأدوية الهُرمونيَّة التي تستخدمها. لا تنتشر الأشكالُ المُبكِّرة من سرطان الثدي إلى مناطق الجسم الأُخرى. لقد ازدادت نسبةُ الكَشف عن هذه الأشكال المُبكِّرة في السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل استعمال تصوير الثدي بالأشِعَّة السينيَّة. وهو ما يُعرف باسم "ماموغرافي". 
مَراحلُ السَّرطان
ما أن يُكشَف السرطانُ حتَّى يغدو من الضروريِّ تحديد درجة نُموِّه. كما أنَّه من الضروريِّ تَحديدُ ما إذا كان هذا السرطان قد انتشر إلى مناطق أُخرى من الجسم. تُساعد هاتان الفئتان من المعلومات الطبيبَ على تحديد "المرحلة" التي بلغها السرطان. ويعتمد اختيارُ المُعالجة على معرفة هذه المرحلة. يقوم اختصاصيُّ التشريح المرضي أو الباثولوجيا بتحليل كُتلة السرطان بعناية. واختصاصيُّ التشريح المرضيِّ هو طبيب يفحص عيِّنات من السرطان تحت المِجهر، ويُجري فُحوصاً خاصَّة للمُساعدة على تحديد ما إذا كان ينبغي وصف الأدوية الهرمونيَّة. يُخبر الطبيبُ المريضةَ عن المرحلة التي بلغها السرطان عندها. 
المُعالجةُ بعد الجِراحة
تُساعد الجِراحةُ على إزالة الكُتل السرطانيَّة، ولكنَّها قد لا تتمكَّن من القضاء على خلايا السرطان كلِّها. الخلايا صغيرةٌ جدَّاً بحيث إنَّ مليون خليَّة تُعادل حجم الكُريَّة التي في رأس قلم الحبر الناشف، أو يُمكن وضعها في خُرم إبرة الخياطة العاديَّة. يُمكن أن تبقى بعضُ خلايا السرطان التي لا يُمكن رُؤيتها أو تحسُّسها بعد العمليَّة الجراحيَّة، وذلك حتَّى مع استخدام أكثر المُعدَّات تقدُّماً. لهذا السبب، قد يوصي الطبيبُ بمُعالجات إضافية بعد الجِراحة. وهذه المعالجاتُ هي ما يُطلق عليه اسم "المعالجة المساعدة". قد تشمل المُعالجةُ المُساعدة إجراءَ عمليَّة جراحيَّة أُخرى أيضاً. تشمل المُعالجةُ المُساعدة المُعالجةَ الإشعاعيَّة أيضاً. تشمل المُعالجةُ المُساعدة كذلك استعمال الأدوية. وتتكوَّن المُعالجة الدوائيَّة بدورها من المُعالجة الهُرمونيَّة أو المُعالجة الكيميائيَّة أو المُعالجة البيولوجيَّة. تخفِّف هذه المُعالجاتُ الإضافيَّة من خطر عَودة السرطان أو انتكاسه، ولكنَّها لا تضمن ذلك تماماً. ولذلك، يستمرُّ الطبيب في مُتابعة حالة المريضة في الأشهر والسنوات التالية، حتَّى بعدَ الانتهاء من المُعالجة المُساعدة. قد تُستخدم المُعالجاتُ الإضافيَّة إذا رجع السرطان. 
المُعالجةُ الكيميائيَّة
ينصح الطبيبُ المريضةَ باستعمال المُعالجة الكيميائيَّة لعِلاج سرطان الثدي. تعتمد المُعالجةُ الكيميائيّة على استعمال أدوية قويَّة لقتل خلايا السرطان أو السيطرة على نُموِّها. إنّ هذه الأدوية التي يصفها الطبيب خاصَّة للغاية بنوع السرطان الذي تُعاني منه المريضة. يكون لمرضى السرطان تجارب مختلفة مع المُعالجة الكيميائيَّة، لذلك من الصعب مُقارنة التأثيرات التي ستُحدثها المُعالجة الكيميائيّة عند المريضة مع غيرها. قد يكون للمُعالجة الكيميائيَّة تأثيراتٌ مُختلفة في المرضى المُختلفين. بعد المعالجة الكيميائية، يكون على المريضة التقيُّد بمواعيد مُنتظمة للمُتابعة حتَّى يستطيع الطبيب مراقبة تطوُّر حالتها الصحيَّة عن كَثَب. 
المُعالجة
يختار الطبيبُ توليفةً من الأدرياميسين والسيتوكسان والتاموكسيفين لتخفيف احتمال عودة سرطان الثدي. يُعطى الأدرياميسين والسيتوكسان عن طريق الوريد. وهذا ما يتطلَّب وجودَ إبرة ضِمن الوريد، حيث يُسرَّب الدواء إلى الجسم عبر الإبرة خِلال بضع دقائق. تُعطى هذه المُعالجةُ مرَّةً كُلَّ ثلاثة أسابيع حتى يُصبح المجموع النهائيُّ أربع جلسات. تستعرض الأقسامُ التالية مخاطرَ المُعالجة الكيميائيَّة بشكل عام، والتأثيرات الجانبيَّة للأدوية التي يصفها الطبيب للمريضة. 
مخاطر المُعالجة الكيميائيّة وآثارها الجانبيَّة
لا تُشكِّل التأثيراتُ الجانبيَّة للمُعالجة الكيميائيَّة خطراً على حياة المريضة عادة، ولكنَّها يُمكن أن تكونَ مزعجة أو غير مُريحة لبعض الوقت. تستمرُّ مُعظمُ التأثيرات الجانبيَّة ساعات فقط. وقد يكون هُناك بعض التأثيرات النادرة التي قد تستمرُّ في الجسم سنوات عديدة. ولكنَّ الآثار الخطيرة التي تستمرُّ طويلاً نادرة نسبيَّاً. قد تتوقَّف الدورةُ الشهريَّة، أو تغدو غير مُنتظمة، عند النساء قبل سن اليأس، في أثناء المُعالجة الكيميائيَّة أو بعدها. كما قد يحدث انقطاع الطمث المُبكِّر (أو الضَّهى المُبكِّر) أيضاً. ولكنَّ الدورة الشهرية قد تعود ثانية في بعض الأحيان، في أثناء المُعالجة الكيميائيَّة أو بعدها. ينبغي التأكيدُ على الأهميَّة الخاصَّة لمناقشة قضيّة منع الحمل مع الطبيب في أثناء المُعالجة الكيميائيَّة. كما قد تُؤدِّي المُعالجةُ الكيميائيَّة أيضاً إلى بعض الخلل في الصِبغيَّات عند الرَّجل والمرأة على السَّواء. لذلك، ينصح الطبيبُ المريضةَ بالامتناع عن الحمل خلال فترة تمتد عدَّةَ أشهر أوعدة سنوات في أثناء المُعالجة الكيميائيَّة وبعدها. 
الأدرياميسين
الأدرياميسين هو أحدُ الأدوية المُستعملة في المُعالجة الكيميائيَّة. وهو الاسمُ التجاري لمُركَّب الدوكسوروبيسين. يُعطى الأدرياميسين عن طريق الوريد. يُمكن أن يُسبِّب الأدرياميسين عدداً من الآثار الجانبيَّة، وهو غالباً ما يُؤدِّي إلى تساقط شعر المرضى لمُدَّة تمتدُّ عِدَّةَ أسابيع بعد بدء المُعالجة الكيميائيَّة. ولكن، يعود الشعر إلى النموِّ في نهاية الأمر، غير أنَّ ذلك يحدث ببطء، وقد لا يعود بالغزارة التي كان عليها سابقاً. يُمكن أن يُؤدِّي الأدرياميسين إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم. تُساعد خلايا الدم البيضاء على مُقاومة العدوى. وقد يبدأ هذا الانخفاضُ في عدد خلايا الدم البيضاء بعدَ بدء إعطاء الدواء ببضعة أيَّام، ويمكن أن يستمرَّ بضعة أسابيع. تنخفض قُدرةُ الجسم على مُقاومة العدوى بسبب انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء. لذلك يكون على المريضات إخبار الطبيب عندَ ظهور أيَّة علامة من علامات العدوى. إنّ علامات الإصابة بالعدوى هي:
الحُمَّى.
القشعريرة.
ألم الأُذُن.
السُّعال.
حرقة البول.
أو العلامات العامَّة للمرض المُفاجئ.
يُمكن أن تُشكِّل الأمراض المُعدية الخطيرة تهديداً للحياة. لذلك، فإنَّ على المرضى تبليغ الطبيب عند ظهور أيَّة علامة من علامات العدوى. إنَّ الآثار الجانبيَّة الأُخرى للأدرياميسين، عدا احتمال الإصابة بالعدوى، نادراً ما تُشكِّل تهديداً للحياة. يسحب الطبيبُ عَيِّنة من دم المريضة من أجل الفحص المختبريِّ لقياس عدد خلايا الدم البيضاء في أثناء المُعالجة. وهذا ما يُساعده على مُراقبة احتمال الإصابة بالعدوى وعلى تحديد كميَّة أو جرعة الدواء. يُمكن أن يُسبِّب الأدرياميسين إحساساً بالضعف والإنهاك، وقد يُسبِّب تقرُّح الفم أحياناً. ينبغي على المريضة الاتِّصال بطبيبها إذا أصبح فمها أو حلقها مُتقرِّحاً بشِدَّة. ولكن، تكون مضمضةُ الفم بكأس من الماء الذي يحتوي على مقدار ملعقة شاي من الملح مُفيدة غالباً. يُمكن أن يُسبِّب الأدرياميسين ضرراً للعضلة القلبيَّة إذا أُعطي بجُرعات كبيرة جِداً أو لفترة طويلة. قد يرغب الطبيب بإجراء بعض الفحوص للقلب قبل المُعالجة بالأدرياميسين أو بعدها. يكون الأدرياميسين بلون أحمر، وقد يسبِّب تلوُّن البول مُؤقَّتاً باللون الأحمر عدَّة ساعات بعد حقن الدواء. لكن هذا لا يستدعي أيَّ قلق، إلاَّ إذا استمرَّ تغيُّر اللون أكثر من يوم كامل بعد حقن الدواء. 
السِّيتوكسان
السيتوكسان هو نوعٌ آخر من أدوية المُعالجة الكيميائيَّة. وهو يُدعى السيكلوفُسفاميد أيضاً. يُمكن أن يُعطى السِّيتوكسان إمَّا عن طريق الحقن الوريديِّ أو على شكل أقراص عن طريق الفم. ويُحدِّد الطبيبُ الشكلَ الأفضل بالنسبة لكُلِّ مريضة. يُمكن أن يُؤدِّي السيتوكسان إلى انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم أيضاً. تُساعد خلايا الدم البيضاء الجسمَ على مُقاومة العدوى. وقد يبدأ هذا الانخفاضُ في عدد خلايا الدم البيضاء بعدَ بِضعة أيَّام من بدء المُعالجة، ويستمرُّ عِدَّةَ أسابيع. تنخفض قُدرةُ الجسم على مُقاومة العدوى بسبب انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء. ولذلك، ينبغي على المريضات إخبار الطبيب إذا حدثت أيَّةُ علامة من علامات العدوى. ومن علامات العدوى الحُمَّى والقُشَعريرة وألم الأُذُن والسُّعال وحرقة البول، أو العلامات العامَّة للمرض المُفاجئ. يُمكن أن تُشكِّل العدوى الخطيرة تهديداً للحياة. لذلك، ينبغي على المريضة إخبار طبيبها فوراً إذا لاحظت أيَّةَ علامة من علامات العدوى. أمَّا الآثار الجانبيَّة الأُخرى للسيتوكسان، إذا استثنينا احتمال العدوى، نادراً ما تُشكِّل تهديداً للحياة. يسحب الطبيبُ عَيِّنة من دم المريضة من أجل الفحص المختبريِّ لقياس عدد خلايا الدم البيضاء في أثناء المُعالجة، حيث يُساعد ذلك الطبيب على مُراقبة احتمال الإصابة بالعدوى وعلى تحديد جرعة الدواء. يُمكن أن يُنتج السِّيتوكسان بعد دخوله إلى الجسم بعض المواد التي تُخرِّش المثانة. لذلك، ينبغي على المرضى تناول كمِّيَّات كبيرة من السوائل وإفراغ المثانة بشكل أكثر تواتراً خلال اليوم التالي لاستعمال الدواء. وهذا يُساعد على الوقاية من تخريش المثانة. يجب إخبارُ الطبيب فوراً عند ظهور أيِّ أثر للدم في البول. يُمكن أن يُسبِّب السيتوكسان الضعف والتعب وتقرُّحات الفم والإسهال كذلك. يجب على المريضة الاتِّصال بالطبيب إذا أصبح فمها أو حلقها مُتقرِّحاً بشدَّة. وتكون مضمضةُ الفم بكأس من الماء يحتوي على مقدار ملعقة شاي من الملح مُفيدة غالباً. 
التاموكسيفين
التاموكسيفين هو نوعٌ من المُعالجة الهرمونيَّة، ويُسمَّى النُّولفاديكس أيضاً. يُعطى التاموكسيفين على هيئة أقراص. تعدُّ تأثيرات التاموكسيفين الجانبيَّة خفيفة عُموماً. لكنَّ أكثرها ظهوراً هو شُعور مُفاجئ بالتعرُّق والتوهُّج أو السخونة يُدعى أحياناً الهبَّات الساخنة. وقد تحدث هذه النوباتُ بِمُعدَّل عِدَّة مرَّات في اليوم، وتحدث بشكل أقلّ عادة خِلال أشهر أو سنوات. يؤدِّي التاموكسيفين غالباً، ولكن ليس دائماً، إلى توقُّف عمل المبيضين، وربَّما إلى انقطاع الطمث عندَ المريضة. على المريضة استعمال بعض وسائل تنظيم النسل في أثناء تناول التاموكسيفين، حتَّى إذا كانت دورتها الشهريَّة مُتوقِّفة. قد يُسبِّب التاموكسيفين اضطرابات في المَعِدة في الأيَّام القليلة الأولى لاستعماله. ولكنَّ هذه الاضطرابات سُرعان ما تتوقَّف رغم الاستمرار في تناول الدواء. تتعرَّض النساءُ اللواتي يستعملن التاموكسيفين إلى ارتفاع طفيف في خطر تشكُّل الجلطات الدمويَّة. وهو يُعادل الخطر الذي تتعرَّض له النساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل الفمويَّة أو هُرمون الإستروجين بعد سنِّ اليأس. يكون هُناك ارتفاعٌ طفيف بخطر الإصابة بسرطان الرَّحِم عند النساء اللواتي يتناولن التاموكسيفين. ولكنَّ هذا الأمر نادر الحدوث. ويبقى من المُهمِّ أن تخضع هؤلاء النساء لفحص دوريٍّ للحوض ولُطاخة بابا نيكولا ما لم يكُنَّ قد أجرَين عمليَّة استئصال الرَّحِم. يبدو أنَّ التاموكسيفين يؤدِّي أيضاً إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكتات الدماغيَّة. أظهرت الدراساتُ الأخيرة أنَّ بعض الأدوية، وخُصوصاً بعض أنواع مُضادَّات الاكتئاب، قد تُنقص من تأثير التاموكسيفين. لذلك، ينبغي أن تسأل المريضة طبيبها للتأكُّد من أنَّها لا تتناول أيَّةَ أدوية تجعل التاموكسيفين أقلَّ تأثيراً. 
الخُلاصة
لابدَّ من اللجوء إلى طُرُق خاصَّة في المُعالجة لقتل خلايا السرطان التي لا يُمكن رُؤيتها أو إزالتها بواسطة الجراحة. تقوم المُعالجةُ الكيميائيَّة على استعمال أدوية قويَّة لقتل خلايا السرطان المُتبقِّية في الجسم أو للحدِّ من نمُوِّها. تُنقِص المُعالجةُ الكيميائيَّة، مثلها مثل المُعالجات المُساعدة الأُخرى، خطرَ عودة السرطان، ولكنَّها ليست ضمانة للشفاء. تكون المُعالجةُ الكيميائيَّة التي يُحدِّدها الطبيب لمريضة خاصَّة تماماً بنوع السرطان الذي لديها. إنَّ للأدوية المُستعملة في المُعالجة الكيميائيَّة بعض التأثيرات الجانبيَّة والمخاطر. وتُساعد معرفةُ المريضة بهذه التأثيرات والمخاطر على اكتشافها ومُعالجتها مُبكِّراً في حال حُصولها. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق