الثلاثاء، 5 مايو 2015

سرطان التيموس



التُّوتَة أو التيموس عضوٌ صَغير يَقعُ في أعلى الصّدر، تحت عَظم القصّ. تُساعدُ التّوتَة قبلَ الولادة وفي أثناء الطُّفولة الجسمَ على صُنع نوع من كُريات الدّم البيضاء. وتُساعدُ تلك الكُريات على
وقاية الإنسان من العَدوى. سَرطانُ التُّوتة أو التيموس نادرٌ، ويكونُ احتمالُ الإصابة بهِ أكبر عندَ الإصابة بأمراض أخرى، مثلَ الوَهن العَضَليّ الوَبيل أو الذّئبَة أو التهاب المفاصل الرّوماتويديّ. لا توجد أعراضٌ له في بَعض الأحيان، بينما يمكن لسَرَطان التُّوتة في أحيان أخرى أن يَتَسبّب بما يلي: • سُعال لا يَشفى. • ألم صَدريّ. • مَشاكل في التّنفّس. العِلاج الأكثر شُيوعاً هو الجِراحة بِهدَف استئصال الوَرَم. وتَشتملُ الخيارات الأخرى على المُعالجة الشّعاعيّة والهرمونيّة. 
مُقدّمة
سَرَطان التُّوتة أو التيموس سرطانٌ نادر، يَبدأُ في عُضوٍ صَغير يَتوضّعُ في أعلى الصَّدر تَحتَ عَظم القصّ. تَصنعُ التُّوتة كُريات دم بَيضاء لتحمي الجِسمَ من العَدوى. هناكَ أنواعٌ مُتعدّدة من سَرطانات التُّوتة، غيرَ أنّ النّوعان الأكثر شُيوعاً هما الأوراَم التُّوتيّة والسّرطانات التّوتيّة. يُركِّزُ هذا البرنامج على هذين النّوعين. سَوفَ يُساعدُ هذا البَرنامج التثقيفي على تَكوين فهمٍ أفضل عن ما هو سَرَطان التُّوتَة وما هيَ الخَيارات العِلاجيّة المتوفِّرة. 
التّوتَة
التّوتة عُضوٌ صَغير يتألّف من جزئين يسميان بفَصّي التّوتة. وهي تتوضّع في أعلى الصّدر، تماماً عند مُقدّمة وأعلى القلب. التّوتَة جُزءٌ من الجِهاز اللمفيّ. يَصنعُ الجِهاز اللمفيّ كريات دم بيضاء ويُخزّنها، ويحمِلُها لجميع أنحاء الجِسم. كُرياتُ الدَّم البيضاء نوعٌ من الخَلايا المَناعيَّة. وتُساعد هذه الكُريات الجِسم على مُقاومة العَدوى وأمراض أخرى. تُساعدُ التّوتَة قبلَ الولادة وفي أثناء الطُّفولة الجسمَ على صُنع نوع من كُريات الدّم البيضاء. ويُطلقُ على تلكَ الكُريات اسم اللمفاويّات. تنتقلُ اللمفاويّات من التّوتة إلى بُنى لها شكل حَبّة الفاصولياء، اسمها العُقد اللمفيّة. تُوجدُ العُقَد اللمفيّة في كلّ مكانٍ من الجِسم. و هنا تُساعدُ اللمفاويّات على محاربة العَدوى والأمراض. تبلغ التّوتة أكبر حجمٍ لها في أثناء البُلوغ. والبلوغُ هو الفترة من العمر التي يُصبح فيها الصبيّ أو الفتاة ناضجين جِنسيّاً. يحدثُ ذلكَ عادةً بين عمري 10-14 بالنّسبة للفتاة، بينما يحدث البُلوغ عند الصّبيان عادةً بين عمري 12-16 سنة. تُصغر التّوتة ببطء خلال الرُّشد، وتستَبدل مع مرور الوَقت بنسيجٍ دهني. 
سَرَطان التُّوتَة
يتألف الجِسم من خَلايا صغيرة جدّاً. تنمو الخلايا السَّوِيّة في الجسم، وتموت بطريقةٍ منتظمة. تظلّ الخلايا تَنقسم وتَنمو في بعض الأحيان بطريقةٍ غير منتظمة. ويَتسبَّب ذلك بنموّ شاذّ يُسمّى الوَرَم. يُسمّى الوَرَم إن كان لا يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالوَرَم الحَميد، ويُطلق عليه أيضاً اسم نُموّ غير سَرطانيّ. الأورام الحَميدة غير مُهدِّدة للحياة عادةً. يُسمّى الوَرَم إن كان يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالوَرَم الخَبيث أو السَّرطان. تَنتشرُ الخلايا السَّرطانيّة إلى أجزاء مُختلِفة من الجسم عبرَ الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيّة. اللمف هو سائلٌ شفاف يصنعه الجسم، وهو يَنزحُ الفضلات من الخلايا. ويَنتقلُ من خلال أوعِية خاصّة وبُنى لها شكل حبّة الفاصولياء تُسمَّى بالعُقد اللمفيّة. يُعرف السّرطان الذي يَنتقِلُ من أَحد الأنسجةِ إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم السَّرطان النَّقيليّ؛ فمثلاً قد ينمو سَرطان توتة ما من خلال الكيس المُحيط بالتّوتة. من ثمّ يمكن أن ينتشر في الأنسجة المُجاورة مع مرور الوقت. تُعطى السَّرطانات في الجسم أسماء بحسب المكان الذي يبدأ منه السَّرطان. يُسمّى السّرطان الذي يبدأ في التُّوتة بسَرطان التُّوتة على الدّوام، حتى ولو انتشرَ إلى أماكنَ أخرى. هناكَ أنواعُ مُختلفَة لأورام التّوتة. الأورام التّوتيَّة والسّرطانات التوتيّة هي أورامٌ نادِرَة. وهي تَبدأ في الخلايا الموجودة على السّطح الخارجيّ للتُّوتة. تبدو الخلايا الوَرميّة في الورم التُّوتيّ مُشابهةً للخلايا الطّبيعيّة في التُّوتة. وتنمو تلك الخلايا ببطء. ونادراً ما تنتشر إلى خارج التّوتة. تبدو الخلايا الورميّة في السَّرَطانة التُّوتيّة مُختلفةً جداً عن خلايا التّوتَة الطّبيعيّة. تنمو تلك الأورامُ بِسرعةٍ أكبر، وتكون غالباً قد انتشرت لأجزاء أخرى من الجسم عندَ اكتشاف السَّرطان. علاج السَّرطانة التُّوتيّة أصعب من عِلاج الورم التُّوتيّ. 
عَوامل الخُطورة
يكون من المُستحيل عادةً تحديدُ سبب السَّرطان عندَ فردٍ ما؛ لكنَّنا نَعرفُ ما يُسببُ السَّرَطان عُموماً. ويَعرفُ مُقدِّمو الرّعاية الصّحيّة كذلك عوامل قد تزيد فُرص الإصابة بالسّرطان، وتُعرَف تلك العوامل باسم "عوامل الخُطورة". الشّيخوخة هي أحد عَوامل خُطورة سَرَطان التُّوتَة. تزداد الخُطورة معَ التّقَدُّم بالعمر. سَرَطان التُّوتَة أو التيموس أكثر شُيوعاً بينَ الأشخاص بعمر 70 سنة أو أكثَر. كما أنَّ الإصابَة بأمراض مناعة ذاتيَّة مُعيّنة تَرفعُ خُطورَة بَعض أنواع سَرَطان التُّوتَة. تتسبّبُ تلك الأمراض بأن يَقوم الجهاز المناعيّ بِمهاجمة الأنسِجة والأعضاء السّليمة. تلك الأمراض التي تترافق مع سَرَطان التُّوتَة بشكلٍ أكثر شيوعاً هي:
الوَهَن العَضليّ الوَبيل.
عَدَم التَّصنُّع المُكتسَب للكُريات الحَمراء في نَقي العظام.
نَقص غامّاغلوبولين الدَّم.
أمراضُ المَناعة الذّاتيّة الأخرى التي ترفعُ أيضاً خُطورة سَرَطان التُّوتَة هي:
الذّئبة.
التهاب العَضلات.
التهاب المَفاصِل الروماتويديّ.
مُتلازمة شوغرين.
التهاب الدّرقيّة.
لن يُصاب جميعُ من لديهم عوامِل خُطورة سرَطان التُّوتَة به. ويبقى عند من ليس لديهم عوامِل خُطورة سرَطان التُّوتَة فرصة للإصابة به. 
الأعراض
لا يَتَسبّب سَرَطان التُّوتَة أحياناً بأيّ أعراض. ويُمكن اكتشافُهُ خِلال فَحصٍ روتينيّ للصَّدرِ بالأشعّة السّينيّة. قد تتضمّن أعراض سَرَطان التُّوتَة - عندما تَظهر - ما يلي:
سُعال لا يَشفى.
ألم صَدريّ.
مَشاكل في التّنفّس.
كما يُمكنُ أن تشتملَ أعراض سَرَطان التُّوتَة على:
صُعوبة بَلع.
شُعور بخِفَّة الرّأس.
صُداع.
نَقص شهيّة.
تَوَرُّم في الوَجه أوالعُنق أوأعلى الصَّدر.
نَقص وَزن.
قد لا تَحدثُ تلك الأعراض بِسبب سَرَطان التُّوتَة. يجب التأكّد من مُراجَعَة مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة لمعرفة سبب الأعراض. 
التَّشخيص
أفضَل طريقة لعلاج سَرَطان التُّوتَة هي باكتشافه مُبكراً جداً. يمكن في بعضِ الأحيان اكتشاف هذا النّوع من السّرطان حتى قبلَ أن يتسبّب بأي أعراض. سوف يسأل مُقدّم الرّعاية الصحيّة عن التاريخ الطبي. وسيجري فَحصاً جسديّاً. يمكن استخدام الفُحوص التّصويريّة لصنع صُوَر عن مناطق داخلَ الجسم. يُمكنُ أن تُظهر تلكَ الصّوَر إن كانَ هناك ورمٌ في التُّوتَة. وتَشتمل فحوص التّصوير التي يُمكن إجراؤها على:
أشعة سينيّة للصَّدر.
التصوير المقطعيّ المُحوسب.
التصوير بالرَّنين المغناطيسيّ.
التّصوير المَقطعيّ بالإصدار البوزيترونيّ.
تُؤخَذُ خَزعة من الوَرَم لتشخيص سَرَطان التُّوتَة. الخَزعة هي استئصال عَيِّنَة من الخلايا أو من النّسيج. يُمكن إجراء الخَزعَة قبلَ الجِراحَة أو أثناءها، وذلك باستخدام إبرة لاستئصال عيّنة من الخلايا. بعدها يقومُ اختصاصيّ علم الأمراض بفحص عيّنة الخَزعَة. وسوف يَستخدم مجهَراً بحثاً عن الخلايا السّرطانيّة. الخَزعة هي الطريقةُ الأكيدة الوحيدَة لمَعرفة فيما إذا كان الشّخصُ مُصاباً بسَرطان التُّوتَة.
تَحديد مَرحلة السَّرَطان
سيقوم مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة بتَحديد مَرحلة السّرَطان في حال الإصابة به. تَحديد مَرحلة السّرطان هي مُحاولةٌ لمعرفة فيما إذا كان السَّرطان قد انتَشرَ، ولأي أجزاء من الجسم في حال انتشاره. ليس هُناك نظام تحديد مراحل واحد يَستخدمهُ كلُّ الأطباء في سَرَطان التُّوتَة، غير أنّ المراحل تُوصَف عادةً باستخدام الأرقام من 1 إلى 4. يُشير الرّقم الأصغر لمرحلةٍ أبكر. تحديد مرحلة السَّرطان مُفيدٌ في تحديد أفضل الطرقِ العلاجية. سيرغبُ مُقدّمو الرّعاية الطّبيّة في حال تحديد مرحلة سَرَطان التُّوتَة معرفة:
ما إذا كان الوَرَم قد غَزى النُّسج خارج التُّوتَة.
ما إذا كان الوَرَم قد انتشَر، وإلى أيّ أجزاء من الجسم في حال انتشاره.
يستطيعُ سَرَطان التُّوتَة في حال انتشاره للعقد اللمفيّة المُجاورة أن ينتشرَ إلى مناطق أخرى من الجِسم. نادراً ما يَنتشرُ الورم التُّوتي إلى خارج التُّوتَة. بينما تنتشرُ السَّرطانة التُّوتيّة عادةً إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ فبإمكانها الانتشار إلى الرّئتين أو الى الكيس المُحيط بالقَلب (التأمور). كما يمكن أن تُستخدَم الفحوصُ التّصويريّة التي تُستخدَم لتشخيص سَرَطان التُّوتَة من أجل تَحديد مَرحَلتهِ. قد لا يَكتملُ تَحديد مَرحلة سَرَطان التُّوتَة إلا بعدَ الجِراحة. 
العِلاج والعِنَاية الدَّاعمة
يَعتمد نوع العلاج المُستخدم على:
حجم وموضع الوَرَم.
مرحلة المرض.
صِحَّة المريض العامّة.
قد يتضمّن علاج سَرَطان التُّوتَة:
الجراحَة.
المُعالجة الشّعاعيّة.
المعالجة الكيميائيّة.
المُعالجَة الهرمونيّة.
وقد تُستخدَم توليفة من تلك العلاجات. جراحة استئصال الوَرَم هي أكثر العِلاجات شُيوعاً في علاج الوَرَم التُّوتيّ. ويُمكن إعطاء مُعالجة شُعاعيّة بعدَ ذلك، حتى ولو استأصلَ الجرّاح كلّ السَّرَطان المُشاهَد وَقتَ الجِراحَة. تقتلُ المُعالجة الشّعاعيّة أيّة خلايا سَرَطانيّة مُتبقّية. كما أنّها تُخفّف خطورة نكس السّرطان. تستخدمُ المعالجة الشُّعاعيّة أشعّة مُرتفعة الطَّاقة لقتل الخلايا السّرطانيّة، كما تمنع الخلايا السّرطانيّة من النموّ والانتشار. تأتي الأشعّة الخارجيّة من آلة تصدرُ أشعّة موجَّهة لمنطقة مُحدّدة من الجسم. يستخدمُ الإشعاع الدّاخلي مادّة نشيطة شُعاعيّاً، تُوضَع في إبر أو بذور أو أسلاك أو قَثاطير. تُوضَعُ تلكَ الأجسام مباشرةً داخل السَّرطان أو جواره. تَعتمدُ طريقة إعطاء المُعالجة الشّعاعيّة على نوع ومَرحلة السَّرَطان المُعالج. تستخدَمُ المُعالجة الكيميائيّة أدويةً لقتل الخلايا السّرطانيّة. وتُعطى المُعالجة الكيميائيّة عادةً في مَجرى الدّم من خلال الوريد أو تُعطى فمويّاً. يمكن تطبيقُ المُعالجة الشّعاعيّة والمُعالجة الكيميائيّة معاً لعلاج سَرَطان التُّوتَة، إلا أنه يُمكن أيضاً استخدام تلك العلاجات وحدها قَبلَ الجِراحة أو بعدَها. المُعالجة الهرمونيّة هي عِلاج يُضيف هرمونات مُعيّنة أو يَحصرها أو يزيلها. ويمكنُ لهذا أن يبطئ أو يُوقِف نموّ بعض أنواع السّرطان. يمكنُ استخدام المُعالجة الهرمونيّة مع أدوية اسمها الكورتيكوستيرويدات لعلاج سَرَطان التُّوتَة. كما قد تتوفَّر تَجارِب سريريّة للمُصابين بسَرَطان التُّوتَة. تختبرُ التّجارِب السّريريّة طرق وأنواع علاجات طبيّة جديدة. قد يؤدّي سَرَطان التُّوتَة وعلاجاته إلى مشاكل صحيّة أخرى. من المُهمّ الحُصول على عناية داعمة قبل علاج السَّرطان وفي أثنائه وبعده. العناية الدّاعمة هي مُعالجة بهدف:
ضبط الأعراض.
تخفيف الآثار الجانبية للعلاج.
المساعدة على التّعامل مع الانفِعالات.
كما تتعامل العناية الدّاعمة معَ الألَم المُصاحبُ للسَّرطان وعِلاجاته. قد يُشير مُقدّم الرّعاية الصّحيّة أو اختِصاصيّ ضبط الألم إلى طُرق لتسكين الألم أو تَقليله. 
الخُلاصَة
سَرَطان التُّوتة سرطانٌ نادر، يَبدأُ في عُضوٍ صَغير يَتوضّعُ في أعلى الصَّدر تَحتَ عَظم القصّ. تَصنعُ التُّوتة كُريات دم بَيضاء تحمي الجِسمَ من العَدوى. هناكَ أنواعُ مُختلفَة لسرطانات التّوتة، إلا أنّ النوعين الأكثر شُيوعاً هما الأورام التّوتيَّة والسّرطانات التوتيّة. وتَبدأ تلك السّرطانات في الطبقات الخارجيّة للتُّوتة. قد يتضمّن علاج سَرَطان التُّوتَة:
الجراحَة.
المُعالجة الشّعاعيّة.
المعالجة الكيميائيّة.
المُعالجَة الهرمونيّة.
وقد تُستخدَم توليفة من تلك العلاجات. يمكنُ اكتشاف سَرَطان التُّوتَة أحياناً قبل أن يُسبب أيّ أعراض. وكلما كان اكتشافه وعلاجه أبكَر، كان احتمال نَجاح العلاج أكبَر. لقد توصّل الباحثون فِعلاً لتقدّم ساعدَ المرضى على العيش لفترة أطوَل. وهم يواصلون البَحث عن طُرُق أفضَل لرعايَة المُصابين بسَرَطان التُّوتَة. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق